لماذا كلّ هذا التّباين بين الغرب وبقيّة العالم؟
من الأسباب التي تحمل دولاً كثيرة على التزام الحياد، هو القلق من الهيمنة الأميركية والطريقة التي تقود بها النظام العالمي الجديد الذي أنشأته عقب انتهاء الحرب الباردة.
يوماً بعد يوم يتأكد أن جزءاً واسعاً من العالم لا يشارك الغرب وجهة نظره حيال الحرب الروسية-الأوكرانية. وآخر مثال على ذلك هو فرض مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى والإتحاد الأوروبي وأوستراليا سقفاً لسعر النفط الروسي المحمول بحراً، لا يتجاوز الـ 60 دولاراً للبرميل الواحد.
يوماً بعد يوم يتأكد أن جزءاً واسعاً من العالم لا يشارك الغرب وجهة نظره حيال الحرب الروسية - الأوكرانية. وآخر مثال على ذلك هو فرض مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى والاتحاد الأوروبي وأستراليا سقفاً لسعر النفط الروسي المحمول بحراً، لا يتجاوز الـ60 دولاراً للبرميل الواحد.
ماذا عن الصين والهند ودول جنوب شرقي آسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا؟ هؤلاء يشكلون غالبية العالم، لكنهم لا يشاركون الغرب سرديته لأسباب الحرب وللطريقة التي يتعين بها التصدي لروسيا. ولذلك، وقفوا على الحياد ويدعون منذ اليوم الأول للحرب إلى حل سلمي للنزاع ولم يشاركوا في العقوبات الشاملة التي فرضتها أميركا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي على موسكو.
أسباب الوقوف على الحياد، ليست كما يعزوها الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى انشطار أيديولوجي للعالم بين دول ديموقراطية تقودها أميركا ودول استبدادية، تشكل روسيا والصين قطبَي الرّحى فيها. ماذا عن الهند هنا التي تعتبر أكبر ديموقراطية في العالم؟
من الأسباب التي تحمل دولاً كثيرة على التزام الحياد، هو القلق من الهيمنة الأميركية والطريقة التي تقود بها النظام العالمي الجديد الذي أنشأته عقب انتهاء الحرب الباردة. هذه الدول تخشى في يوم من الأيام أن تتعرض هي نفسها لما تتعرض له روسيا اليوم من عقوبات وعزلة دولية، إذا تعارضت إراداتها مع الإرادة الغربية. ثم من يقيّم حصول انتهاك أو تجاوز للقوانين الدولية؟ إنها الولايات المتحدة حصراً. وما شأن حلف شمال الأطلسي في المحيطين الهادئ والهندي، حتى يجري الحلف نقاشات حول تصاعد التحدي الصيني هناك؟
هذا لا يعني أن الدول التي لا تتشارك وجهة النظر الغربية حيال الحرب، لا تعاني جراء استمرارها. ومعظمها يدفع تكاليف مختلفة وتنتابه هواجس شتى حيال المضاعفات التي يمكن أن تترتّب عليها. مثلاً الدول الأفريقية هي أكثر من يعاني أزمة الغذاء، وهي الأكثر عرضة للمجاعة لو لم يتم التوصل إلى اتفاق الحبوب الذي أتاح لأوكرانيا تصدير القمح والزيوت من موانئها المحاصرة على البحر الأسود. ومع ذلك، رفضت دول القارة قطع العلاقات مع روسيا، دبلوماسياً وتجارياً.
وكذلك الحال بالنسبة إلى أميركا اللاتينية. والرئيس البرازيلي المنتخب إيناسيوس لولا دا سيلفا استفز الغرب عندما حمّل مسؤولية الحرب للطرفين الروسي والأوكراني. والرئيس المكسيكي أندريه مانويل لوبيز أوبرادور، يكرر هو الآخر دعوته إلى تسوية سلمية للنزاع من دون أن يذهب بعيداً في إلقاء اللوم على جانب واحد في نشوب الحرب، ولم تشارك المكسيك الدولة الجارة للولايات المتحدة، على عكس كندا، في نظام العقوبات على موسكو. ودول المنطقة التي يتزايد فيها الرؤساء اليساريون هم أيضاً مع حل سياسي وليسوا مع تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، ويعارضون عزل موسكو دولياً أو قطع الصلة بها، على أي صعيد من الصعد.
ودول الخليج العربية رفضت قطع العلاقات مع روسيا، ولا تزال الشراكة قائمة معها من خلال تحالف "أوبك+"، رغم الضغوط التي مارستها إدارة الرئيس جو بايدن لضرب هذا التحالف، وزيادة كبيرة في إنتاج النفط، بما يشكل ذلك بديلاً من مصادر الطاقة الروسية التي قرر الغرب الفطام عنها. والحفاوة التي لقيها الرئيس الصيني شي جينبينغ في زيارته للمملكة العربية السعودية، تدل على أن الرياض وغيرها من دول المنطقة تمضي في تنويع خياراتها الدولية في عالم تزداد حدة الاستقطاب فيه.
هل يتوقف الزعماء الغربيون كثيراً عند هذا الأمر والتمعن في أسباب عدم تأييد بقية العالم لوجهة نظرهم حيال الحرب الروسية في أوكرانيا؟
من المشكوك به أنهم يفعلون أو أنهم في وارد التنازل عن عالم القطب الواحد.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
اسرائيليات
11/7/2025 8:28:00 AM
"يديعوت أحرونوت": نقل أسلحة وتدريبات ميدانية جديدة لحزب الله
سياسة
11/7/2025 4:02:00 PM
بعد أن كتبت "بعلبك إيمتى؟" على تغريدة لأفيخاي... هذا ما جرى معها
سياسة
11/7/2025 10:00:00 AM
السفارة الأميركية في بيروت: لا يمكن السماح لإيران وحزب الله بالاستمرار في أسر لبنان
سياسة
11/7/2025 2:22:00 PM
تعرضت عشرات المنازل والمحال لأضرار جسيمة...
نبض