السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

سياسة نفي المواطن والدولة في لبنان

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
الأب صلاح أبوجوده اليسوعيّ*         "الإنسان اللاسياسيّ أسوأ الوحوش كلّها"(أرسطو)من نتائج ظاهرة تشويه العمل السياسيّ المريعة في لبنان تحويل الشعب ومؤسّسات الدولة، إبّان الأزمات الداخليّة الشديدة خصوصًا، إلى وسائل ضغط تستخدمها الأطراف السياسيّة المتحكّمة بالمشهد السياسيّ بوجه بعضها بعضًا، فتدمّر، بمفارقة ساخرة، ما تدّعي العمل من أجله. وخير مثال على ذلك أسلوب التعطيل المتّبع الذي يطال انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، وعمل المجلس النيابيّ، وعمل مجلس الوزراء، وعمل القضاء... واللافت في هذا الشأن أيضًا، إذا نظرنا إلى مسار أحداث لبنان منذ ما بعد الاستقلال إلى اليوم، هو أنّ الأطراف الخارجيّة الفاعلة على الساحة اللبنانيّة سياسيًّا و/أو عسكريًّا، بقدر ما تعتمد على الخلافات الداخليّة لتخدم مصالحها، فإنّ الأفرقاء المحلّيين المتخاصمين يوظّفونها على نحوٍ يُفاقم من استخدام الشعب ومؤسّسات الدولة في لعبة الضغط المتبادل. ونجد، في المراجعة التاريخيّة نفسها، أنّ تشويه العمل السياسيّ المذكور قد اتّخذ خطًّا تصاعديًّا، وبوجه خاصّ منذ ما بعد اتّفاق الطائف إلى اليوم، بحيث بلغنا مرحلة انحلال الدولة بالكامل. يقول أرسطو في كتابه الموسوعيّ "السياسة" إنّ الإنسان حيوان سياسيّ بقدر ما يجمع في حياته الاجتماعيّة بين القانون والعدالة، محترمًا القواعد الاجتماعيّة التي ترسم إطار العيش معًا. لذا، فإنّ الانقطاع عن العدالة والقوانين المستمدّة منها، يحوّل الإنسان إلى أسوأ الوحوش كلّها، لا سيّما وأنّ الإنسان يتمتّع بقدرات عقليّة يمكنه توظيفها بطريقة منحرفة أو شرّيرة. ومن الجليّ أنّ التربية على حبّ العدالة واحترام القانون تعبّر عن شعور شديد بالمسؤوليّة تجاه الشعب الذي يكوّن الدولة، ويسعى ليبلغ خيره الأسمى في ظلّها. يمكن، بالتالي، إدراك جسارة تشويه العمل السياسيّ في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم