الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

الانتخاباتُ النيابية في مهبّ مصالح "حزب الله" وإيران

المصدر: "النهار"
Bookmark
من انتخابات 2018 (أ ف ب).
من انتخابات 2018 (أ ف ب).
A+ A-
د. هلا رشيد امون من المتوقع أن يصدر اليوم، القرارُ النهائي عن المجلس الدستوريّ، بخصوص الطعن المقدّم من جبران باسيل في قانون الانتخابات الذي أدخل عليه البرلمان تعديلاتٍ لم يوافق عليها الرئيس ميشال عون وفريقه. وبانتظارِ معرفةِ ما سيتضمنه ذلك القرار فإنّ مصير الانتخابات النيابية يبقى معلّقاً، وتحوم الشكوكُ حول إمكانيةِ اجرائها أو ارجائها أو تطييرها، ولاسيما أنّ أغلبية التيارات السياسية - التي تخشى أن يكون لها شركاء في الحُكم من خارج المنظومة التقليدية - لديها مصلحة في إلغائها، وعلى رأسها حزب الله، التيار العوني، حركة أمل، الاشتراكي، والمستقبل.ذلك أنه بعد اندلاعِ ثورة 17 تشرين، وتغيُّرِ المزاج الشعبي، وتحلّل كل مؤسسات البلد، وفقدانِ التيارات السياسيه للكثير من شرعيتها وشعبيتها، فإنّ هذه التيارات تخشى حصول الانتخابات، حتى لو ادّعت يومياً عكس ذلك، أو أظهرت حماسةً كاذبة لحصولها، لأنها إن لم تضمن إعادة إنتاج سلطتها، فالانتخابات ستصبح حتماً في حُكم المؤجّلة، بعدما خسرت مصداقيةَ سرديَّاتها المتعلقة بالمقاومة والميثاقية والديمقراطية التوافقية والدفاع عن حقوق الطوائف والعيش المشترك، وغيرها من السرديَّات التي دفع الشعبُ اللبناني ثمنها غالياً جداً: جوعاً وفقراً وذُلّاً وقهراً وسحقاً وانتهاكاً لكرامته ونهباً لودائعه في المصارف.و"حزب الله" - بالتواطؤ مع رئيس الجمهورية - هو الطرف الأقدر على تطيير الانتخابات. ولعل ابرز مؤشرٍ صريحٍ على رغبته بعدم اجرائها، جاء على لسان عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق الذي تهجّم في عدةِ مناسباتٍ على واشنطن، في خطابٍ شعبويٍّ بات ركيكاً وممجوجاً. وممّا قاله": "إنّ السفارة الأميركية اليوم هي التي تدير بنفسها معركة الإنتخابات النيابية القادمة، بالتمويل والتحالفات والحملات الإعلامية مدفوعة الثمن، لأنها تريد مجلساً يكون مِنصّة لإستهداف "المقاومة"، ولجرّ لبنان إلى ركب التطبيع مع العدو الإسرائيلي" . فلبنان "مستهدف بسياسة أميركية هدّامة تحمي حيتان النظام الإقتصادي الفاشل، والفاسدين في النظام المصرفي الفاشل، وتتآمر على "قوة لبنان" في مواجهة العدو الإسرائيلي"طبعاً لا أحد من الشعب اللبناني يعرف عن أيّ مقاومةٍ أو قوةٍ يتحدث قاووق وطائراتُ العدو الإسرائيلي تخترق سماءنا ساعة يشاء، دون أن يواجَه بأيّ ردٍّ أو اعتراضٍ من "حزب الله" ولا أحد يفهم مَن يريد استهداف دولةٍ حوّلها "حفّارو القبور" من زعمائها، الى "دولةٍ فاشلة" عملتها الوطنية تنهار ؛ والدولار يحلق الى سقوفٍ غير معلومة؛ ويتعرّض شعبُها لأكبر عملية "بونزي" في التاريخ، ولإبادةٍ جماعية حيث الغالبية الساحقة منه تكاد لا تجد ثمن رغيف الخبز أو حبّة الدواء أو أجرة التنقل، بعد رفع الدعم عن الكثير من السلع الأساسية.دولةٍ تجاوَز عددُ فقرائها نسبة الـ 80% ، والرواتب فقدت قيمتها الشرائية، بعدما وصل الحدُّ الأدنى للأجور الى 24 دولارا، وهو أدنى حدٍّ للأجور في العالم؛ وأصيب معظمُ مواطنيها باليأسٍ والاحباط لدرجةِ تسجيلِ حالةِ انتحارٍ واحدة كل 48 ساعة، وهاجر عشراتُ الآلاف من شبابها الى بلاد الله الواسعة، بحثاً عن الأمل والعمل.دولةٍ حدودها الدولية ومعابرها الجمركية ومرفأها ومطارها، مشرّعة للتهريب، وتحوّلت مُدنها ليلاً الى مُدنِ أشباحٍ بسبب انقطاع الكهرباء.اليست هذه الدولة المهشّمة والمحطّمة هي أكبر هديةٍ نقدّمها لعدوّنا؟! ويا تُرى ما الذي كان يمكن أن يفعله بنا عدّونا (الذي لم نطلق عليه رصاصةً منذ سنوات، ولم نحرّر شبراً واحداً...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم