لماذا أرسل بوتين وفداً تقنياً إلى لبنان؟

صحافي لبناني كانت المحادثات التي أجراها في جنيف الرئيسان جو بايدن وفلاديمير بوتين ناجحة بكل المعايير، علماً أن المواضيع المتراكمة التي استغرقت مراجعتها ثلاث ساعات ونصف، لم تترك لهما فترة قصيرة للتحادث من غير كلفة. أو للتحادث من دون تدخل وزيري الخارجية انتوني بلينكن وسيرغي لافروف.وعلى الرغم من كثافة الجو الضاغط في قاعة فيلا "لا كرانج" التي تطل على بحيرة جنيف، فقد وجد بايدن فرصة لتمرير ملاحظة استفزازية حذر فيها بوتين من عواقب تصفية الزعيم المعارض أليكسي نافالني. وهزّ الرئيس الروسي رأسه بامتعاض، متذكراً وصف الرئيس الاميركي له بـ "القاتل". وكان ذلك عقب ممارسة بوتين سياسة صارمة جداً دفعته الى تسميم نافالني. والسبب أن زعيم المعارضة نشر بواسطة أنصاره تحقيقات مصورة كشفت عن وجود ثروات سرية، وعقارات شاسعة، ويخوت فاخرة، يملك بعضها مقربون من الرئيس، بينهم رئيس الوزراء السابق ديمتري مدفيديف! من الطبيعي أن يكون بوتين كارهاً لموقع اللقاء، خصوصاً أن جنيف تذكره بتوقيت لقاء رونالد ريغان وميخائيل غورباتشيف (تشرين الثاني - نوفمبر - ١٩٨٥). وفي ذلك الاجتماع التاريخي أبلغ غورباتشيف الرئيس الاميركي إحتضار المنظومة الشيوعية وبدء إنهيار الاتحاد السوفياتي. والثابت أن الطموحات السياسية التي وضعها بوتين في طليعة اهتماماته تتلخص في محاولة إسترداد هيبة "الاتحاد السوفياتي"، واستعادة دوره العالمي. لهذا السبب أعلن الرئيس ضم القرم الى روسيا في استفتاء أعاد تبعيتها الى موسكو. وتعهد في حينه (آذار - مارس - ٢٠١٤) جو بايدن، نائب الرئيس باراك اوباما، بتحريض مجموعة الدول السبع للرد على روسيا. ولكن عنصر التخويف لم يردع بوتين الذي اتهم الولايات المتحدة بالسعي الى إقامة نظام دولي آحادي يهيمن على شعوب العالم، في غياب "الاتحاد السوفياتي"! ومع عودة سفيري البلدين الى واشنطن وموسكو يقول المعلقون إن...