الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

المعرض العالمي الـ17 للعمارة - بينالي البندقية... هلا ورده في "سقف للصمت"

المصدر: "النهار"
"سقف للصمت" (آلان فلايشر).
"سقف للصمت" (آلان فلايشر).
A+ A-
يعلن الجناح اللبناني في المعرض العالمي السابع عشر للعمارة - بينالي البندقية، للمهندسة المعمارية والقيّمة هلا ورده، والتي أسّست HW Architecture ونفّذت متحف اللّوفر في أبو ظبي بالتعاون مع جان نوفيل، عن افتتاحه في "مجازيني دل سال" (زاتر) Maggazino del Sale 5 (Zattere) اليوم.
 
واختارت لجنة تتألف من خبراء عينتهم وزارة الثقافة واتحاد المهندسين والمعماريين اللبنانيين برئاسة جاد تابت، اقتراح هلا ورده، وذلك في إطار أوّل مسابقة عامّة افتتحتها الدولة اللبنانية لتمثيل لبنان.

جاد تابت
"يُعتبر الجناح اللّبناني في المعرض العالمي السابع عشر للعمارة - بينالي البندقية ثمرة رحلة طويلة تتّسم بالتّناقضات والشّكوك. ومع انتفاضة الشّباب اللّبناني التي طالت كافّة أرجاء البلاد، اتّخذ موضوع البينالي “How will we live together؟” (كيف سنعيش سويًا؟) معنًى جديدًا. فهذه الصّورة المجازيّة عن السّقف الّذي يأوي الجميع، من دون أن ينتهي التّعبير عن تعدّديّة الآراء في حالة من الفوضى، هذه الصّورة المجازيّة باتت وجيهة أكثر فأكثر.
 
ردًا على إشكاليّة "كيف سنعيش سويًا؟" التي طرحها هاشم سركيس، منسق عام المعرض العالمي السابع عشر للعمارة - بينالي البندقية، تطرّقت هلا ورده إلى العيش المشترك بطرح التساؤلات حول مساحات الصمت جامعةً ما بين مجال الهندسة المعمارية والرسم والموسيقى والشعر والفيديو وفن التصوير.
 
"سقف للصمت" (آلان فلايشر). 
 
هلا ورده
"لماذا لا نفكر في الأماكن من منظار أنها مساحات فارغة بدلاً من التفكير في كيفية ملئها؟ كيف يمكننا القضاء على الخوف من الفراغ في مجال العمارة؟ كيف نستطيع أن نتخيّل أشكالًا ينبعث منها أماكن للصمت والتأمل؟"

تمّ إعداد الجناح اللبناني مثل مدوّنة موسيقيّة يتردّد صداها في التخصصات والأشكال والعصور لإحداث التجربة الحسيّة للفكر الذي يتمحور حول مفاهيم الفراغ والصمت كظروف زمنيّة ومكانيّة في العمارة كمنشأة تبعث بالإلهام بالإشارة إلى اقتباس بول فيريليو، وتكريمًا لهذا المفكّر الشهير والمخطط العمراني.

اعتبر مشروع هلا ورده بمثابة بيان يُظهر الهندسة المعماريّة بشكلٍ جديد، ويعتمد على أشكال غامضة تمثّل 16 شجرة زيتون في لبنان عمرها الاف السنين، تلك الأشجار الأسطوريّة التي تبعث الحماية للجناح اللبناني وتأوي في أجوافها حياة كائنات مختلفة، هي أماكن للتأمل أو للتجمّع حيث يجتمع الفلاحون منذ أجيالٍ لاتخاذ القرارات في شؤون القرية أو للاحتفال بالأعراس.

يضم مبنى "ماجازينو دل سال" المشروع المعماري للجناح اللبناني والذي صمم بتناغم هندسي مع موقع الجناح في هذا المبنى وسينجلي المشروع على أربع مراحل:

على الجدار الأول في مدخل المعرض، توجد مقارنة جنباً لجنب للوحات بول فيريليو Antiformes، وهي تستكشف المساحات وللمادة الغائبة، وصور بالتصوير المساحي الضوئي لأشجار الزيتون القديمة، وصور فوتوغرافيّة بالأبيض والأسود لأشجار الزيتون في بشعلي في لبنان التي التقطها المصوّر اللبناني فؤاد الخوري.

تحوّلات أو Métamorphoses، على أرض المعرض، هناك خط من الزجاج المحطم. أنها بصمات أو آثار مجزأة لأشكال مختلفة كناية عن آثار انفجار بيروت في 4 آب، أو محوّلة من قبل نافخ الزجاج جيريمي ماكس ويل وينتريبرت Jeremy Maxwell Wintrebert فهي شكلٌ من أشكال الفراغ الشبيهة مفهوم المُضاد للشكل Antiformes أو بصمات الرسومات البيانيّة على نطاقٍ واسع من جوف الأشجار.

عندما يتقدّم الزائر في المعرض، سيجد عرضاً ضوئياً ثلاثيَ الأقسام (Les Oliviers, Piliers du Temps) لستة عشر شجرة زيتون عمرها الاف السنين موجودة في لبنان. إنّ أشجار الزيتون هذه، التي تمّ تصويرها ليلًا من المخرج السينمائي، والمصوّر والفنان البصري آلان فلايشر، تقدّم تجربة حسيّة لفكرة الفراغ والضوء، مصحوبة بمقطوعة موسيقية الغوص في الزمن (Falling into time)، من تأليف فناني الصوت مجموعة (Soundwalk Collective).

مرورًا بهذه الصور، يصل الزائر إلى الغرفة المركزيّة، وهي مساحة ذات ثمانية أضلاع ظاهريًا، لكن داخليًا على شكل اسطوانة حيث تظهر ستة عشر لوحة تجريدية بعنوان Olivéa : Hommage à la déesse de l’olivier) رسمتها إيتيل عدنان. توحي الفنانة في هذه اللوحات التجريدية بعراقة شجرة الزيتون التي كانت جزءاً مهماً من حضارات البحر الأبيض المتوسّط. وتجسّد هذه المساحة التي توّجت بسقفٍ شبه كروي محاطٍ بضوء، هذا المكان "الجوهري"، أو "سقف للصمت".

هلا ورده
ولدت هلا ورده في لبنان في العام 1965، وتخرّجت من المدرسة الخاصّة للهندسة في باريس (ESA) حيث درست مع بول فيريلو ثمّ برنارد تشومي وجان نوفيل الّذي تعاونت معه لأكثر من 20 سنة. وأسّست هلا ورده مكتبها HW Architecture في العام 2008. كما نفّذت مشروع "تغيير جديد" (One New Change) وهو بماثبة مجموعة من المكاتب والمتاجر في لندن، إضافةً إلى متحف اللّوفر أبو ظبي الّذي توّلت مسؤوليّة تنفيذه منذ التّصوّرات المبدئيّة في العام 2006 حتّى التّسليم النّهائي في العام 2017. وفازت هلا ورده في العام 2016 بمسابقة تهدف إلى منح العاصمة بيروت متحفًا جديدًا للفنّ الحديث والمعاصر (BeMA) أي متحف بيروت الفنّي. واختيرت هلا ورده في العام 2018 لتصميم برج ميرابو وهو بناء رائد سيشكّل جزءًا من الواجهة البحريّة الجديدة في مدينة مرسيليا. وفي الوقت نفسه، تتعاون هلا ورده باستمرار مع فنّانين متعّدّدين مثل جوزيبي بينوني ونان غودلن وإيتيل عدنان، وذلك بمثابة تدخّلاتٍ محدّدة ترتبط بمجال الهندسة المعماريّة.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم