الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"الفنّانون العشرة": ظاهرة طرابلسية رفدت الفنون محليّاً وعالميّاً

المصدر: طرابلس- "النهار"
جناح محمد الحفار.
جناح محمد الحفار.
A+ A-
رولا حميد

تقديراً لإنجازات أعضائها على مستوى الفنون التشكيلية، تأسس في الفرع الثالث (الشمال) لكلية الفنون الجميلة والعمارة في الجامعة اللبنانية متحف لـ"مجموعة الفنانين العشرة"، الاسم الذي لمع في طرابلس أوائل سبعينيات القرن الماضي، وعلى مستوى لبنان والعالم في فترات لاحقة ومتفاوتة.
 
مشهد عام للمتحف.
 
فقد اتجهت مجموعة من الطلاب الطرابلسيين نحو الفن أواسط القرن الماضي، والتحق كل منهم بمعهد الفنون الجميلة في بيروت. التقوا على مقاعد الدراسة، وفي أحياء طرابلس حيث يسكنون، وفي صالات العروض الفنية فيها خصوصاً صالة "الرابطة الثقافية"، الموقع الثقافي الأبرز في طرابس في عصره.

شارك كل منهم بمعارض فردية أو مشتركة، وتقاطعوا في العديد من المناسبات، إلى أن تكتّلوا في تجمع أطلقوا عليه اسم "الفنانون العشرة" والهدف النهوض بالحركة الفنية في طرابلس ولبنان، ومحاولة تأسيس معهد لتدريس الفنون في طرابلس.
 
من أعمال عدنان خوجة.
 
بدأت الفكرة مع اثنين من المجموعة، فضل زيادة ومحمد غالب، وما لبثا أن حصلا على موافقة زملاء آخرين لهم، فشكلوا المجموعة انطلاقاً من معرض مشترك لهم تحت الاسم الذي اختاروه، أقيم في الرابطة الثقافية سنة 1974، فكان ميلاد المجموعة.

بقية أعضاء المجموعة هم: محمد عزيزة، فيصل سلطان، عبد الرحيم غالب، بسام الديك، محمد الحفار، عدنان خوجة، عبد اللطيف بارودي، بينما شاركت الفنانة سلمى معصراني في المعرض، ولم تكمل ضمن المجموعة.
 
عدنان خوجة.
 
غالبية هؤلاء الفنانين ظلوا يعملون ويجتهدون كل في مجاله، ويطورون رؤاهم الفنية، كل بطريقته، ولا يزال من تبقى منهم يزاول عمله، لكن انتشار الكورونا أعاق حركة أكثرهم دون أن يوقفها.

ولئن اتخذ كل منهم اتجاهاً فنياً في حركته ونشاطه الفني في ما يناهز النصف قرن الماضية، إلا أن غالبيتهم اعتمدت المزج، من جهة، بين الفن الحديث الذي تلقوا معارفه وتلمسوا تياراته شرقاً وغرباً من العالم، خصوصاً في أوروبا، في دراساتهم الأكاديمية، ومن جهة ثانية، التقليد الذي عاشوه في مدينتهم، حيث عايشوا حرفها الفنية كالنحاس والحفر على الخشب، ولعبوا في أزقتها، وبين عمارتها التراثية والأثرية الغنية، وراقبوا لوحات المباني الأثرية على المساجد والمدارس والخانات والحمّامات، وتأثروا بفنّ كتابة حروفها، فزاوجوا بين عواطفهم المتفاعلة مع بيئتهم، ووعيهم الفني الذي اكتسبوه في دراستهم، وراح كل منهم يخط لنفسه منهجاً وأسلوباً فنياً خاصاً.
 
جناح محمد غالب.
 
محمد غالب (1935-2019): دبلوم دراسات عليا في الرسم والتصوير. لم يمض سوى أشهر على رحيله. تخرج في الدفعة الأولى من معهد الفنون (1969)، وشارك في العديد من المعارض في لبنان وسوريا والكويت والبرازيل واليونان وبلدان أخرى، وأقام معارض فردية خاصة في طرابلس وبيروت. ركز جهده الفني على البحث في الحروفيات، والفن الإسلامي، وتحديثه، ليحاكي التيارات الفنية الحديثة.

عدنان خوجة (1948): دكتوراه في الفنون التشكيلية من جامعة باريس الثامنة (1988). أقام 15 معرضاً في لبنان والخارج. ركز عمله، ولا يزال، على تطوير فنون الرسم والنحت المختلفة، وشارك في العديد من السمبوزيومات الدولية.
 
جناح محمد عزيزة.
 
عبد الرحيم غالب (1931): دكتوراه في "مصطلح الفنون الإسلامية" من جامعة القديس يوسف (اليسوعية) بيروت، 1985، له العديد من المعارض الخاصة في لبنان والخارج، أبرزها لوحات من قش الشوفان، وجداريات مختلفة. ركز عمله على تطوير التراثيات، وانخرط في تقنيات الفنون الإلكترونية.

محمد الحفار (1929-1993). دبلوم في النحت من المعهد الوطني العالي للفنون الجميلة في باريس 1966. تركزت أعماله على المنحوتات الخشبية. له العديد من المعارض الخاصة، ومعارض مشتركة. منحوتاته تزين العديد من المواقع الرسمية والجامعات والقصور.
 
جناح محمد زيادة.
 
فيصل سلطان (1946)، دكتوراه في الفنون التشكيلية من جامعة باريس الثامنة 1988. ناقد فني في الصحافة الفنية اللبنانية لسنوات طويلة. له أكثر من12 معرضاً خاصاً، وشارك في أكثر من 200 معرض محلي ودولي.

فضل زيادة (1944): دكتوراه في الفنون التشكيلية من جامعة باريس 1987. يعتبر المدير المؤسس لمعهد الفنون الجميلة في طرابلس. له ١٢ معرضاً فنياً خاصاً، والعديد من المعارض المشتركة في لبنان والخارج. له الكثير من المقتنيات في دول عربية وأوروبية.

بسام الديك (1943-2016): درس الفن دراسة حرة في سوريا ومصر وبلغاريا. له العديد من المعارض الفردية والمشتركة منها خمسة بالاشتراك مع "الفنانون العشرة".
 
جناح عبدالرحيم غالب.
 
عبد اللطيف بارودي (1944): عدة شهادات فنية من بكالوريوس ودبلوم من بيروت والقاهرة وإيطاليا وفرنسا، شارك في جميع معارض العشرة، وأقام العديد من المعارض الخاصة في لبنان وفرنسا والقاهرة.

محمد عزيزة (1949): عدة دبلومات من الجامعة اللبنانية وجامعة باريس للفنون التشكيلية 1989. له تسعة معارض فردية، وشارك في معارض العشرة. له مقتنيات في القصر الجمهوري في لبنان، والبرازيل، ومدن عربية وعالمية.

عملت المجموعة على تأسيس معهد فني، وكانت المبادرة لفضل زيادة، الذي طرحها على زملائه، فلقيت استحساناً، وتم تأسيس فرع للمعهد في فروع طرابلس الجامعية، وكانوا أول من درّس الفن في المعهد، فخرّجوا أجيالا واسعة من الفنانين من مختلف مناطق الشمال.

ساهمت المجموعة مساهمة فعالة في دفع الفنون في طرابلس دفعاً كبيراً، وأسست مجالاً فنياً واسعاً انخرط فيه مئات الطرابلسيين وأبناء الشمال، وبرزت بينهم كفاءات عالية أعطت دفعاً كبيراً للحياة الفنية في طرابلس، والشمال، وفي لبنان.
 
جناح بسام الديك.
 
المتحف

تكريماً لدور المجموعة الفنية، وحفاظاً على إرثهم، ولكي تكون أعمالهم نموذجاً لتطوير الفنون أمام الطلاب، طرح مدير فرع الكلية (السابق) الدكتور عصام عبيد فكرة إنشاء متحف لهم في الكلية التي أسسوا فرعها، وتعاون مع الدكتور فضل زيادة الذي حمل الفكرة لبقية أعضاء المجموعة، ثم جرى تقديم عرض للفكرة لإدارة الجامعة، فجرى ترتيب الأمور الإدارية، واتخذ قرار بشأنه وجرى افتتاحه أخيراً، وفيه جناح لكل من الفنانين، مع نبذة، ونماذج من الأعمال.


 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم