الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"العنف وتطور صورة المرأة في المجلات اللبنانية": معرض أرشيفي توثيقي في بيروت

المصدر: "النهار"
الفنان اللبناني الفرد طرزي.
الفنان اللبناني الفرد طرزي.
A+ A-
حوّل الفنان اللبناني الفرد طرزي قاعة مركز "أمم للتوثيق والأبحاث" في ضاحية بيروت الى مساحة تاريخية مبهرة فنياً، تضج بالذكريات والأحداث والشخصيات، ضمن تجهيز فني شاء من خلاله إبراز "ظاهرة العنف وتطور صورة المرأة في المجلات اللبنانية " خلال نصف قرن.

ويضم هذا المعرض الذي يحمل عنوان "ذاكرة مدينة من ورق" ويستمر الى 20 تموز المقبل، آلآف الرسائل والمئات من أغلفة المجلات وعشرات الملصقات، تعود إلى المرحلة الممتدة من ثلاثينات القرن العشرين الى ثمانيناته.
 
 
واستند الفنان المولود عام 1980 في إنجاز هذا التجهيز الى أرشيفه الخاص ومجموعة صاحب "دار الفرات" عبودي أبو جوده ويحي حكيم وأرشيف مركز "أمم" الذي أسسه في جزء من منزله في حارة حريك بضاحية بيروت الجنوبية الباحث والناشر والناشط اللبناني لقمان سليم الذي اغتيل في الرابع من شباط 2021 في جنوب لبنان.

وتشكّل الاغتيالات في لبنان خلال المرحلة المشمولة بالتجهيز جانباً بارزاً من ظاهرة العنف التي يتمحور عليها العمل.

ويقول طرزي لوكالة فرانس برس إن المعرض تتويج لدراسة أعدّها عن الصحف اللبنانية في تلك الحقبة ويركّز فيها على"العنف وعلى تطور صورة المرأة".
 
 
وتوضح المسؤولة عن الأرشيف في مركز "أمم" غالية ضاهر أن المعرض يتناول "الوسائل التي كانت المجلات تجذب بها الناس يومها، كاستخدام صورةالمرأة ولا احبذ كلمة تسليعها، والأحداث المهمة التي طبعت تلك المرحلة".

ومن تلك الأحداث مثلاً الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، وموجة التحرر في الستينات، والعنف الذي مثلته الثورات وخصوصاً الفلسطينية في السبعينات وآثارها على لبنان، والاغتيالات التي شهدتها الصحافة في لبنان.
 
 
وفي وسط القاعة، تستقبل الزائر مجسمات بالأبيض والأسود أو بالألوان، لشخصيات معروفة تجسّد العنف والثورة، أو لشخصيات نسائية من عالم الفن او ثائرات، وصور جماعية وشعارات نسّقها طرزي بحسب المرحلة التي تعود اليها، واختارها من المجلات المعروضة، استناداً على رسوم للفنان التشكيلي الفلسطيني توفيق عبد العال ورسامي الكاريكاتور اللبنانيين الراحلين ستافرو جبرا وبيار صادق ومحمود كحيل وسواهم.

وتمثّل المجسمات شخصيات عالمية ومحلية شهيرة، بينها نجمة الشاشة الأميركية مارلين مونرو والمغني إلفيس بريسلي، ورمز الثورة الكوبية الأرجنتيني المولد إرنستو تشي غيفارا، إضافة إلى الرئيس اللبناني الراحل بشير الجميل الذي اغتيل في أيلول 1982 بعد 21 يوماً على انتخابه، والزعيم الدرزي الاشتراكي الراحل كمال جنبلاط الذي اغتيل في آذار 1977، والمناضلة الفلسطينية ليلى خالد.
 
 
وبين المجسّمات أيضاً مشاهد من الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990).

وتنتشر رفوف خشبية تستريح عليها مجلات متعددة العناوين والأغلفة، منها السياسية المستقلة أو تلك التابعة للاحزاب الناشطة في لبنان آنذاك.

وبين هذه المطبوعات مجلة "السينما" المتخصصة في الفن السابع، وأخرى عنوانها "الجنس"، كانت "جريئة بغلافها وعميقة في مضمونها"، على ما تقول ضاهر.

وتلاحظ المسؤولة في "أمم" أن "درجة تقبّل الجرأة في استخدام صورة المرأة كانت في تلك المرحلة أكبر مما هي عليه اليوم".
 
 
وفي طرفي القاعة، من الجهتين اليمنى واليسرى، ملصقات سينمائية وصفحات توثق أحداثاً مفصلية في تاريخ لبنان والعالم، ومقالات مهمة كمقابلة أجرتها مجلة "لا ريفو دو ليبان" مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عام 1979.

وكانت تتصدر أغلفة المجلات الفنية، كمجلة "الشبكة" في اواخر الخمسينات، بورتريهات مرسومة لشخصيات كصباح ومريم فخر الدين وغيرهما، تبدو كلوحات فنية بالوانها وخطوطها، رسمها كبار الفنانين اللبنانيين.

ويقول طرزي الذي درس التصميم الغرافيكي "من خلال هذه المجلات تعرفت الى رسامين كثر". ويصفها بـأنها "اشبه بدرس (...) إذ أن فيها نهلاً ثقافياً هائلاً يمكن استخلاصه، وهي بمثابة تاريخ فني".

وإذ يلاحظ أن "بعض المجلات أشهرت إفلاسها في الاعوام العشرة الاخيرة"، يعتبر أنها "كنز وطني وارث بصري ينبغي الحفاظ عليه خصوصا في عصر التحوّل الى شبكات التواصل الاجتماعي والكمبيوتر بدلاً من المطبوعات الورقية".

واكتشف الفنان بعد اطلاعه على المجلات وملاحق الصحف اللبنانية ان "ثمة فكرتين تطغيان على هذه الوسائل الاعلامية الورقية: تحرير الارض وتحرير الجسد". ويضيف "نوعاً ما، فشلنا في الاثنين".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم