الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الحرب العالمية الأولى "من وراء الصور" معرضاً في الشمال الفرنسيّ (صور)

المصدر: "النهار"
من المعرض.
من المعرض.
A+ A-
 
باريس- أوراس زيباوي
 
الاحتفاء بالذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى هو في الوقت نفسه احتفاء بالصورة الفوتوغرافية التي رصدتها وأرّخت لها، فكانت الحرب الأولى في تاريخ البشرية التي تم التوثيق لها عبر التصوير الفوتوغرافي. وإذا كانت الصورة الفوتوغرافية قد ابتكرت في فرنسا في القرن التاسع عشر فإن أهميتها لم تظهر بهذه القوة إلا مع تلك الحرب وقد أصبحت إحدى أدواتها. لتأكيد أهمية الصورة في الحروب والنزاعات، ونقلها لما جرى بصورة واقعية، افتتح في "المركز التاريخي للحرب العالمية الأولى" بالقرب من مدينة لانس في الشمال الفرنسي، معرض جديد بعنوان "الحرب من وراء الصور" يضم عددا كبيرا من صور الحرب العالمية الأولى التي التقطت لها مئات ألوف الصور بعدسات مصورين رسميين أو هواة، بالإضافة الى صور نزاعات أخرى نشبت منذ ذلك الحين حتى أيامنا هذه، ومنها حرب إسرائيل على لبنان عام 1982.
 
 
يكشف المعرض أيضا كيف استطاعت الحرب العالمية الأولى أن تحول الصورة الفوتوغرافية من أداة تنقل مظاهر الحياة اليومية الى وسيلة إعلامية ضرورية لنشر الخبر وإعطاء صورة مرئية عنه. في هذا السياق تقع عين المشاهد على أهوال ما جرى في تلك الحرب وعلى وحشيتها المدمرة للبشر والحجر. فبالإضافة إلى الصور التي تمثل الجنود المقاتلين، أحياء وأمواتا، داخل خنادقهم وعلى جبهات القتال، هناك صور للدمار الهائل الذي طاول المدن والقرى والصروح التاريخية ومنها الكنائس والمتاحف في شمال فرنسا. ثمة بين هذه الصور فسحات من حياة الجنود أثناء فترات هدوء المعارك، وكيف كانوا يتسلون ويلعبون بكرة القدم ويقرأون الرسائل التي تصلهم من ذويهم، أو ينظرون مبتسمين الى عدسات آلات التصوير.
 
 
مع تصوير الحرب العالمية الأولى لم تنفتح الصورة الفوتوغرافية على أفق استعمال جديد لها فقط، وإنما نشأت منها أيضا مهنة جديدة هي مهنة مراسلي الحروب وتجلت لاحقا في الحرب الاسبانية والحرب العالمية الثانية وجميع الحروب الأخرى. في هذا المجال، برزت أسماء كبيرة منها المجري روبير كابا ورفيقته المصورة الألمانية جيردا تارو التي توفيت عام 1937 في السادسة والعشرين من عمرها أثناء تغطيتها للحرب الأهلية الاسبانية، كما تأسست بعد الحرب العالمية الثانية وكالات للصور مثل "ماغنوم" و"غاما"، كانت تنهل منها وسائل الإعلام العالمية. وقد تغير التعاطي مع الصور الفوتوغرافية ودخلت حيزا جديدا، سواء من حيث التقاط الصور أو الاحتفاظ بها أو توزيعها، مع انتشار الانترنت والوسائل الرقمية المتنوعة.
 
 
معرض "الحرب من وراء الصور" هو صورة للجانب المظلم في النفس البشرية وعذاباتها ومعاناتها على مر العصور، وما كان لهذا السجل أن يبقى لولا شجاعة المصورين الذين ضحّى بعضهم بحياته وهم يخوضون حرب التوثيق لتلك الحروب العبثية.
 
 
 


 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم