الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

فقد والده في 4 آب فأنشأ فسحة ألوان وأمل بالجميزة... قصة زيد الأمين و"أوت غاليري"

جودي الأسمر
جودي الأسمر
زيد الأمين في "أوت غاليري"
زيد الأمين في "أوت غاليري"
A+ A-

حين فقد زيد الأمين والده إياد في انفجار المرفأ، فضّل البقاء في لبنان، وأن يواجه المأساة بأمل صنيع ذاته: افتتح معرض اللوحات فنية Août Gallery  (غاليري آب) في حي الجميزة، لأنه "أكثر الأحياء تضرراً بالإنفجار وحيث فارق والدي الحياة"، يقول زيد (٢٦ سنة) لـ"النهار"،  خلال حديث في غمرة انهماكه بالمعرض الأول Young dreams (أحلام شابة) المستمر منذ 19 آذار لغاية 1 أيار المقبل، بعد تمديده أسبوعين.

 

أنت تنجز، إذاً أنت لا تزال على قيد الحياة. هذه الأخيرة، سوف تحمل جروحاً، وفي الفن وتنشيطه تسامٍ على الجرح، "إن لم يكن الآن، فمتى؟"، تساءل زيد. وهكذا، كان تأسيس الغاليري في مكان مرتبط بذكريات الموت، لـ"إحياء ذكرى أبي، لا سيما أنه كان محبًا للفن ومن جامعي اللوحات والتحف الفنية".

كذلك يهدف المعرض لـ"إعادة ضخ حياة في الجميزة"، ولأن "الناس في لبنان مثقلة بالأخبار السلبية والأوجاع التي تدهور أوضاعهم النفسية، اخترت الابتعاد عن محاور ذات صلة بالأزمات".

بخلاف ذلك، "الغاليري فسحة لفنانين شباب حول العالم للتعبير بحرية عن أنفسهم. أردت إضافة المزيد من الأمل والألوان والإبداع والإلهام لحياتنا".

 

 الغاليري هو واسطة لـ"استعادة الحوار بين بيروت الجريحة وبقية العالم، فيما يعطي الزائر إحساساً بالراحة ووقتاً للتنفس، من دون أن ننسى أبداً ما حدث"، بخلاف ذلك، أنشأ زيد Août Gallery "لتكريم الوطن والأحباء الذين فقدناهم، فيما تقدّم العروضات الفنية لحظة للتفكير والحلم"، بعد  الاضطرابات العميقة التي تتوالى على بيروت وأبنائها، وخلالها.

 عوضًا من التمسك بمشروعه السابق، القاضي بسفره الى بلد أوروبي لم يكن حدّده بعد لدراسة الماستر، وقد يغدو السفر نجاة من الذكرى الأليمة والأفق الملتبس، تمسّك خريج إدارة الأعمال والفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية - الأميركية بالبقاء في لبنان، "تعلقت أكثر بالجميزة".



 ففي هذه الأوقات العصيبة، لمس الشاب اللبناني "الحاجة المتنامية للاجتهاد والنمو في عالم الفن".

ويحاول من خلال معرض أحلام الشباب، "إطلاق اللوحات تنهدات من التفاؤل لعالم الفن، ونقطة انطلاق نحو أيام أفضل"، وفق الصفحة الالكترونية، حيث تعرض لوحات الفنانين الشباب من الولايات المتحدة وبريطانيا وكوريا الجنوبية وفرنسا وتشيلي وهولندا والصين واليابان وفنانة من لبنان.

 ويلحظ الأمين وفريق الفنانين أنّ "الإقبال جيد جداً على المعرض"، و"احتشاد روزنامة الغاليري بمعارض عدة سوف تقام حتى نهاية 2021".


وفيما يقصد Août Gallery ضمن قواعد الوقاية رواد أكثرهم شباب، يمعنون أنظارهم في اللوحات المميزة التي تجسد باقة من الاهتمامات الموضوعية والأسلوبية والمفاهيمية، ومنها ما يعكس عملاً انطباعياً، وغيرها إكفاراستي أو بتقنية "الكولاج"، ومجموعة تتبع النمط التجريدي في الفن المعاصر، تنساب مشاهد من الحميمية الخاصة، وأخرى في الفجوات الاجتماعية، والاحتفاء بأيقنة فن "البوب" وتشويهه في آن واحد، وإشكاليات أنثروبومورفية...

  تستمر المدينة الجريحة في تمنيع قطاعاتها الثقافية ضدّ الموت. تولد مساحات لتحافظ على الفن الذي يعيد صياغة قصة شوارع بيروت إن لم يخترعها، لكي تنبض مجدداً بالحياة. هذا عهد عاصمة لبنان بالفن، بفضل من رحلوا ولأجلهم.

 
 

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم