السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أسفار إيلين تشاهدونها مصوّرةً بعدستها في باريس

المصدر: "النهار"
جمالية باريس.
جمالية باريس.
A+ A-
 
باريس- أوراس زيباوي

في فرنسا ولدت الصورة الفوتوغرافية بالأبيض والأسود في النصف الأول من القرن التاسع عشر. والحال هذه، ليس غريبا أن تكون مجموعة الصور الفوتوغرافية الفريدة من نوعها في أوروبا، التي تشكل مرجعا أساسيا في فن التصوير الفوتوغرافي في العالم موجودة في فرنسا أيضا، وتحديدا في عاصمتها باريس.
 
تحتوي المجموعة على ثمانية ملايين صورة نادرة في معظمها جمعتها المصورة والصحافية الفرنسية الراحلة إيلين روجيه فيولي التي أسست عام 1938 وكالة للصور تحمل اسمها. تحتفي بلدية باريس اليوم، التي تحتفظ منذ عام 1994 بهذا الإرث الفوتوغرافي، بتجربة إيلين روجيه فيولي الرائدة في هذا المجال من خلال معرض جميل يقام لها حاليا، تحت عنوان "أسفار إيلين"، في قاعات غاليري روجيه فيولي في حي السان جيرمان.
 
 
يركز المعرض على نماذج من الصور التي التقطتها إيلين مع زوجها جان فيشير أثناء رحلاتها التي شملت مناطق عدة في القارات الخمس والتقطت خلالها آلاف الصور. يكشف هذا المعرض أهمية هذه المرأة الاستثنائية التي تعلمت من أبيها المهندس هنري روجيه أسرار فن التصوير الفوتوغرافي وتقنياته وتميزت به وذهبت الى أقصى الحدود، وهذا ما تؤكده الصور المعروضة اليوم، التي لا تكشف فقط أهمية الجانب التوثيقي فيها وإنما أيضا الرؤية الفنية التي تمتعت بها المصورة ومنحتها خصوصيتها. من مزايا هذه الصور ابتعادها عن الإثارة الإكزوتية واقترابها من العمل الاتنولوجي في تعريفها لمشاهد من الحياة اليومية في مختلف بقاع الأرض وفي زمن لم يكن السفر فيه سهلا كما الحال الآن.
 
 
عملت إيلين منذ مطلع الثلاثينات من القرن الماضي وغطت صفحات كثيرة من الأحداث التاريخية منها الحرب الأهلية الاسبانية وكانت اول امرأة في فرنسا تعمل في هذا المجال.
تعد إيلين أيضا من النساء الرائدات في مجال النضال النسوي، فهي كانت منذ الثلاثينات تطالب بحقوق المرأة السياسية وحقها في الانتخاب. كما أنها اختارت مهنة كانت في زمانها محصورة في الرجال.
 
 
 
تجدر الملاحظة الى أن وكالة روجيه فيوليه التي أسستها إيلين لم تكن تحتوي فقط على أعمالها بل تضمنت أعمالا لمصورين آخرين يعتبرون أيضا من الرواد وتنطوي صورهم على قيمة تاريخية ووثائقية كبيرة. من بين هذه الصور لقطات لمدينة باريس تعدّ من بين الأقدم، وكذلك وجوه الكثير من كتاب وشعراء القرن التاسع عشر من بينهم بودلير ورامبو وفيكتور هوغو...
تغطي وكالة روجيه فيوليه مرحلة زمنية تمتد منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى نهاية القرن العشرين وتشكل إرثا عالميا وجزءا مهما من تاريخ العالم المعاصر وبعض أبرز وجوهه خلال المرحلة الزمنية المذكورة.
 
 
يقول الشاعر الفرنسي لامارتين في إحدى قصائده عبارة محفورة في غابة أرز لبنان، فيها: "ليتوقف طيرانك أيها الزمن". هذه الأمنية المستحيلة جعلتها الصورة الفوتوغرافية أمرا ممكنا في التقاطها لحظات من الوقت العابر.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم