الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أسرار الجمال في المحفورات اليابانية معرضًا للأنوثة البيضاء في باريس

المصدر: "النهار"
أسرار الجمال في المحفورات اليابانية.
أسرار الجمال في المحفورات اليابانية.
A+ A-
 
باريس- أوراس زيباوي
 
تحت عنوان "أسرار الجمال في المحفورات اليابانية" يقام حاليا في المركز الثقافي الياباني في باريس معرض استثنائي يُعدّ الأول من نوعه في العاصمة الفرنسية لأنه يعرّف من خلال مجموعة نادرة من الرسوم اليابانية الملونة والمنفذة بتقنية الحفر، بطقوس المرأة اليابانية وعاداتها، لإظهار جمالها والحفاظ على أناقة مظهرها. 
 
 
تطالعنا مئة وخمسون محفورة ملونة منفذة خلال مرحلة ثقافة إيدو (طوكيو حاليا) التي امتدت من العام 1603 حتى العام 1868 وهي آخر مرحلة من تاريخ اليابان القديم قبل انطلاق مرحلة الحداثة التي جعلت هذا البلد لاحقا قوة اقتصادية عظمى. 
 
 
يؤكد المعرض أن الماكياج في اليابان كان يستند الى قواعد اجتماعية وثقافية صارمة. فرسوم النساء الجميلات تبين أن أساليب التجميل وتصميم الشعر تكشف عن أمور عدة منها موقعهن في المجتمع والطبقة التي ينتمين إليها. المعرض بهذا المعنى لا يتمحور فقط حول أسرار الجمال والأدوات المعتمدة كالمرايا والفراشي وكل ما له علاقة بتسريحة الشعر، بل هو أيضا ذو بعد توثيقي وتاريخي ويبين الأسس الطبقية والتمييز بين النساء على مر العصور.
 
 
إضافة إلى ذلك، يكشف المعرض عن هاجس المرأة اليابانية في الحصول على الجمال الأبيض فكانت تغطي الوجه بمسحوق لأن البشرة البيضاء تميّز المرأة وتشير إلى طبقتها الاجتماعية منذ مئات السنين. وفي عصر إيدو ازداد الاهتمام بالحصول على بشرة بيضاء وناعمة لدى العامة من الناس أيضا. في هذه المرحلة صدر كتاب "تقاليد الجمال في العاصمة" وحقق نجاحا كبيرا بعد أن كشف عن الطرق اللازمة للحصول على البشرة البيضاء الملساء. تناول الكتاب أيضا طريقة تنظيف الوجه والتخلص من النقط السوداء من طريق الأعشاب الطبية. ومنذ الصباح حتى ساعة النوم كانت النساء يضعن مساحيق التجميل لكن في إطار حميم وشخصي، بعيدا عن الأنظار. 
نشاهد في المعرض رسوما لنساء يضعن هذه المساحيق، ولا يقتصر الأمر على الوجه بل يشمل أيضا الرقبة والصدر. يغيب العري تماما هنا وترتدي المرأة الأزياء التقليدية الساحرة التي تعتمد أقمشتها على الزخارف التي تمزج بين الأشكال النباتية والأشكال الهندسية القائمة على أسس جمالية متكاملة.
 

في موازاة الاهتمام ببياض البشرة اعتبر الأسود من الألوان الجميلة وكانت تلون به أسنان النساء المتزوجات. ومن العادات السائدة تسويد الأسنان بعد الزواج وحلق الحواجب بعد ولادة الأطفال.
بالإضافة إلى الرسوم، تطالعنا في المعرض مجموعة نادرة من أدوات التجميل التي تعد من التحف الفنية وتؤكد أن الماكياج في اليابان القديم كان قائما على ثلاثة ألوان أساسية هي الأبيض والأسود والأحمر.
 
 
ومع احتكاك اليابان بالثقافة الأوروبية تبدلت مفاهيم الجمال وظهر التنوع في الاهتمام بلون البشرة مع انتشار المساحيق الآتية من الغرب، فبدأت النساء في اختيار الألوان الأكثر تناسبا مع لون بشرتهن الأصلي. اختفت المعايير القديمة شيئا فشيئا ومعها اختفت من التداول المحفورات الملونة التي وثقت للتقاليد الثقافية العريقة والموغلة في القدم لتحل محلها الصور الفوتوغرافية واللقطات السريعة في الزمن المتسارع.

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم