الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تضامن مع كارثة المرفأ... الجزائري شمس الدين بلعربي: لوحتي صادقة وتحمل صورة كل شهيد

المصدر: "النهار"
صورة عن اللوحة.
صورة عن اللوحة.
A+ A-

يؤرّخ يومُ الرابع من آب 2020 لوقوع انفجار هائل في داخل مرفأ بيروت هزّ العاصمة اللبنانية، وأدّى إلى استشهاد مئتي إنسان وإصابة ستّة آلاف آخرين.

هذا الانفجار، الذي يعدّ من أضخم الانفجارات في التاريخ الإنساني، أثار تعاطف المجتمعات والأفراد حول العالم، بمن فيهم النشطاء والفنانون، كلّ حسب إمكانيّاته وتخصّصه.

الرسام الجزائري الشابّ شمس الدين بلعربي (34 سنة) واحد من أولئك الذين عملوا بجهد كبير وبحث مستمرّ ودقيق على جمع صور كلّ ضحايا الانفجار، من خلال أصدقاء له في بيروت، وجمع قصصاً عن الضحايا في الصحف العربية والمحليّة.

أراد الفنان التشكيلي أن يكون صادقاً في رسم صورة كلّ شهيد في لوحته التشكيلية، معبّراً بهذا العمل عن مفهوم التضامن وصدمته بتلك الحادثة، وأن يكون للشهداء صورة ماثلة في لوحته، وألا يكونوا مجرّد أرقام تُذكر.

 وعن حبّه الشديد للبنان، قال شمس الدين: "لبنان في نظري هو حقل الفنّ في العالم العربي. كثيراً ما كنت أستمع إلى الفنانين اللبنانيين، وأتابع الأوضاع السياسية في لبنان؛ والتفجير ترك بالغ الأثر في نفسي، خاصة أنّ الجزائريين يشعرون بالحنين إلى لبنان واللبنانيين. وبحكم تجربتي الشخصية، تبيّن لي أنّ الشعب اللبناني طيّب جداً، ويمتاز بالنخوة في التعامل مع الآخرين، بأسلوب حرّ وصريح ومحبّ؛ الكثير من اللبنانيين فتحوا لي قلوبهم، ووجّهوني، وساعدوني في الميدان الفني".

وأضاف: "الصدمة دفعتني إلى رسم لوحة فنية، تعبّر عن تضامني بقلبي وجوارحي. بورتريهات هؤلاء الشهداء رسمتها بقلبي وذاكرتي. وأرى هذا الرسم واجباً للتعبير عن تضامني مع بيروت، التي أحببناها منذ طفولتنا، وأتمنى زيارتها قريباً، والمشاركة في قصر المعارض ببيروت لعرض هذه اللوحة التضامنية ولقاء الجمهور اللبناني".

شمس الدين الذي يعيش في قرية صغيرة في مستغانم غرب الجزائر، يعمل فناناً تشكيلياً متخصّصاً في رسم ملصقات الأفلام الهوليوودية والعالمية بتقنية تقليدية. وظّف شغفه وبراعته في هذا الفنّ لإنجاز لوحته الخاصّة بانفجار 4 آب، ليكون صادقاً مع كلّ شهيد؛ فبذل لها "الكثير من الصبر والجهد المعنويّ والفكريّ والجسديّ والنفسيّ، في عملية جمع صور الضحايا. وقد استهلك ذلك كلّه وقتاً كبيراً من التدقيق والتركيز وبرودة الأعصاب".

وواقع الحال، منذ وقوع هذه المأساة إلى أمد طويل وعميق، أنّ عصف الرابع من آب سيبقى محفوراً في ذاكرة اللبنانيين والعالم بفعل الجروح، التي تركها في ذاكرتهم ووجدانهم، فجسّدوا ذكرى هذا اليوم من خلال وقفات تضامن أو مساعدات عينية ومعنوية.

وتحمل الأعمال الفنية رسائل تخلّد ذكرى ضحايا هذا الانفجار إلى حين إظهار العدالة وإحقاقها، عسى أن تحمل شفاءً لغليان دم الأهالي المكلومين، والمحبّين المسكونين بلوعة الفراق، الذي حلّ بهم من دون سابق إنذار وبلمح البصر.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم