السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"غرف قليلة الحيلة" للشاعر محمود وهبة متخففاً لم يعد يخاف الصرخة الأولى

المصدر: "النهار"
Bookmark
"غرف قليلة الحيلة" للشاعر محمود وهبة.
"غرف قليلة الحيلة" للشاعر محمود وهبة.
A+ A-
أنطوان أبو زيدفي مجموعته الشعرية الثالثة، "غرفٌ قليلة الحيلة"، الصادرة حديثا عن "دار راية للنشر"، لم يعد محمود وهبة (من مواليد 1990) الشاعر اللبناني الشاب، يهاب الصرخة الأولى، والبيان الشعريّ الذي يفتتح به مسيرته الشعرية، كما بات مألوفا في عالم الشعر الحديث والمعاصر الذي يستنبت أصحابه تقاليده وصيحاته. على مدى أربع عشرة قصيدة طويلة نسبيا، ومقسّمة مقطّعات شعرية تتراوح صيَغها بين فقرات نثرية شعرية، ومقطّعات على طريقة الهايكو، وأكبر قليلا في مشاهد شعرية لافتة، يوزّع الشاعر محمود وهبة صوَره الشعرية وبعضاً من أركان عالمه الشعريّ قيد التكوّن، وتزيده وهجاً وإنارةً، الأجواء الجليلة التي يخوض فيها. فعلى سبيل المثل، يختار أن يفتتح مجموعته الشعرية بقصيدة طويلة في رثاء المفكّر والناشر المغدور لقمان سليم، بعنوان "الى لقمان سليم في محنته"، عبر ستّ فقرات شعرية نثرية تنطوي كلّ منها على أثر، وخبر، وصوَر لافتة عن الشخص. يقول: "كانَ قد قرّرَ أنْ يركبَ الدرّاجةَ ويسيرَ إلى حتفهِ. إلاّ أنّ شبحهُ المرافقَ لم يساعدْه" (ص:9). كأنّ الشاعر، في استحضاره صورة الشبح، وجعله الشخصية الحائلة والمانعة المغدور ليكمل مسيرته، يعاود بناء حكايته الدرامية الحقيقية التي كان عليها فعلاً، ويستخلص منها شعريّة السياق، وأعني بها ذلك اليقين البائس في استحالة تحقيق المرتجى، وحصول الموت في ذروة تصدّي "الشبح" لفعل انفصال أخير عنه، حيث "أعطى لنفسه وقتاً مستقطعاً ليتدبّر أمر الشبح، لكنّ ذلك لم ينفع". في مقابل صورة الشبح الهاجسية والمدمِّرة نفسيا والمهلِكة روحاً، يرفع الشاعر صورة الجسد، جسد المغدور، أيقونة للقاء الإنسانيّ اللامحدود، ولوحةً للموتِ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم