السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"خميس مجلّة شعر" إلى التوثيق والتدوين للأب جاك أماتاييس: على خطى الزهّاد الدارسين الباحثين تقميشًا وتحليلاً للكنوز الأدبيّة

المصدر: "النهار"
Bookmark
توليف (للرسام منصور الهبر).
توليف (للرسام منصور الهبر).
A+ A-
أنطوان أبو زيد  "خميس مجلّة شعر، من الشفاهية الى التوثيق والتدوين"، "دار نلسن" 2022، هو الكتاب الثاني للأب جاك أماتاييس السالسي (Jacques Amateis)، بعد "يوسف الخال" الصادر عام 2021، عن الدار نفسها. الكاتب الأب جاك أماتاييس السالسي، سائر على خطى الباحثين الموثِّقين المقمِّشين المحلّلين، وخصوصًا الأب لويس شيخو اليسوعي (1858-1929) الشهير بكونه مؤرّخًا الأدب العربي في لبنان وسوريا ولشعراء النصرانية قبل الإسلام ومجاني الأدب، لأكثر من مئة عام خلت.الكتاب الجديد للاب أماتاييس يندرج في باب ما سمّاه جيرار جينيت ومايكل ريفّاتيرّ "ما بعد النص"، أو حتى بما قبل النص، أي في النصوص النقدية التي تتناول الأدب، وهنا الشعر بعد حدوثه، أو قبل حدوثه، أعني في آراء الشعراء بكتابتهم قبل صوغهم الشعر وبعد إصدارهم كتبهم الشعرية وعرضها على النقاش. الواقع أنّ الكتاب يعالج الحوارات التي دارت بين الشعراء الذين تشكّلت منهم مجلّة "شعر" في اجتماعاتهم الدورية التي كانوا يعقدونها، من حول مؤسّس المجلّة الشاعر يوسف الخال، كلّ يوم خميس، بدءًا من أول خميس، يبدون فيه آراءهم النقدية في كلّ المجموعات الشعرية التي تصدر تباعا عن دار مجلة "شعر"، بدءا من الخميس الأول في 26 أيار من العام 1957، في منتدى أوتيل بلازا، وانتهاء بالخميس الواقع فيه 11 كانون الأول عام 1963. أتيح للباحث الاب أماتاييس السالسي أن يقوم بتقميش الحوارات الجارية بين الشعراء من خلال المحاضر المدوّنة لدى الشاعر يوسف الخال، مؤسس مجلّة "شعر" والموجّه الأول لاجتماعاتها وتوجّهاتها النقدية والأدبية، وما نشر منها على صفحات جريدة "النهار" تؤرّخ لها، وتواكب أعمالها. ولكن قبل أن أباشر عرض المحاور اللافتة، لا بدّ أن أشير الى لزوم مثل هذه الدراسات التي تكشف عن اقتناعات الشعراء المعنيين بدرس نصوصهم، أو بالمعارف النقدية لبعضهم، والمعتبرة مسلّمات من قبلهم، ينطلقون منها للحكم على شعر غيرهم، واستخلاص العبر منه. وعلى الرغم من أنّ آراء الشاعر في شعره قد لا تُلزم الباحث والناقد الأكاديميّ على السواء اعتمادها كمعايير لدرس شعره، حرصًا على الموضوعية والدقة في ما توفره المصطلحات النقدية المستمدة من مراجعها المثبتة، بخلاف ما قد تكون عليه آراء الشاعر النقدية. والملاحَظ أنّ غالبية الشعراء، ممن تكوّنت منهم مجلة "شعر"، قد مارسوا النقد، سواء في عملهم رؤساء...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم