السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

جاك أماتاييس نموذجًا لاجتهاد الباحث التاريخيّ النزيه

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
جاك أماتاييس (توليف لمنصور الهبر).
جاك أماتاييس (توليف لمنصور الهبر).
A+ A-
لست "مُغرَمًا" بمَحاضِر جلسات خميس مجلّة "شعر"، ووقائع تلك الاجتماعات، لكنّي "مُغرَمٌ" بالشعر مطلقًا، وخصوصًا بالشعر الحديث، ولا سيّما بقصيدة النثر. لذا، تاليًا، من الطبيعيّ أنْ أكون شديد الانهمام بالبحث – الصافي – في هذا الشعر (الناشف والبارد ولِمَ لا المُضجِر!) وبالمنصرفين إليه، وبرهبانه، وموثِّقيه، ومؤرِّخيه، ومستخلصي نسغه. الآن، في هذه اللحظة التاريخيّة والحضاريّة والثقافيّة الغثّة (بل البالغة الغثاثة)، لو سألني أحدهم ماذا تتمنّى على المستوى الأدبيّ والنقديّ، لقلتُ بلا تردّد: فلتنصرفْ مراكز البحث (بلهجةٍ "آمرةٍ"، لكنْ على تحفيزٍ وعتابٍ وتوسّلٍ ومناشدةٍ واستصراخٍ وتواضع)، فلتنصرف خصوصًا الجامعات التاريخيّة الكبرى في لبنان، إلى الاضطلاع بمهمّةٍ فريدةٍ في نوعها وأهمّيّتها، قوامُها توثيقُ شعر الحداثة الشعريّة والروائيّة اللبنانيّة (والعربيّة) بمحطّاتها المتتابعة، وأعمال شعرائها وكتّابها، توثيقًا منهجيًّا، مرجعيًّا، نزيهًا، حياديًّا؛ توثيق مرفق بالتحليل البحثيّ، الأكاديميّ، الطليعيّ، لئلّا تذهب المهمّة - الإنسانويّة والإنسانيّة - للجامعات إلى الهوان والاندثار.أُطلِقُ هذا الموقف لمناسبة صدور كتاب "خميس مجلّة شعر من الشفاهيّة إلى التوثيق والتدوين" (دار نلسن) لمؤلّفه جاك أماتاييس (Jacques Amateis). وإذا ألفت بقوّة إلى أهمّية ظاهرة "الخميس" الاستثنائيّة، ظاهرة تلك اللقاءات والجلسات والنقاشات، وإلى وقائعها المثيرة، فإنّي ألفت في الآن نفسه إلى أنّ ذلك "الخميس"، بنقاشاته المتعدّدة المراتب والمستويات، وأحيانًا بتضارب مواقف الشعراء فيه، ووصولها أحيانًا إلى حدود التناقض المثير للسذاجة، لم يكن يخلو أحيانًا من الغثّ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم