الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"دار غوتشي" لريدلي سكوت: ماذا حلّ بـ"نجمة" ليدي غاغا؟

المصدر: "النهار"
شربل بكاسيني
شربل بكاسيني
ليدي غاغا، ماوريزيو غوتشي وباتريزيا ريجاني.
ليدي غاغا، ماوريزيو غوتشي وباتريزيا ريجاني.
A+ A-
لم يكن فيلم "دار غوتشي" لريدلي سكوت على قدر التوقّعات، لكنّه ليس مخيّباً للآمال. التطرّف الميلودراميّ في رسم الشخصيّات ومساراتها لم يخدم بنية العمل، وخلطة القوّة والجنس والانتقام لم تعُد مثيرة. وحدها كوكبة الممثلين - لعلّ ليدي غاغا على رأسها - رفعت الفيلم ومنعته من التعثّر المحتّم.
 
الدخول إلى "دار غوتشي" ليس كما الخروج منه. ما تظنّه "بوتيكاً" رفيع الطراز ومثيراً للشهوة سرعان ما تجده مخزناً رطباً، لا يعكس أرستقراطيّة اللونَين الأحمر والأخضر الذين يميّزان العلامة التجارية الإيطالية. الفيلم المبنيّ على الكتاب الذي يحمل الاسم نفسه لسارة غاي فوردن يميل إلى المبالغة في كلّ شيء: اللكنة الإيطالية، فوضى التعبير التي تنزلق نحو الزعيق، الحبّ، الأحداث المُملّة. وحدها ثلاثيّة الغيرة والشهوة والانتقام، عصب القصّة الحقيقيّة، غمرتها الزحمة.
 
الفيلم المُنتظر جاء مليئاً بالأكسسوارات الصاخبة التي احتلّت حيّزاً ضخماً من مسار الأحداث، على رأسها شخصيّات ثرثارة تضطلع بأداء مبهرج ومجسّم النمط، تُساهم في تكوين الحبكة وتزيد المماطلة. فبعد نحو ساعة من أصل 175 دقيقة تشكّل الفيلم، تبدأ المعركة تستعر. هل تُعقل مُعالجة مقتل قطب الموضة ماوريزيو غوتشي بهذه السذاجة الهادئة المملّة!؟
 
"دار غوتشي" إذاً تتبُّعٌ لتحوّل باتريزيا ريجاني من فتاة ساذجة إلى "الأرملة السوداء"، سيّدة الأقدار تدبّرت جريمة قتل زوجها وريث دار أزياء "غوتشي".

نجحت ليدي غاغا في التحدّي إلى حدّ بعيد. بديعةٌ بالتلوّن والتكيّف مع الأجواء العامة. غير أنّ سياق الأحداث منعها من الاضطلاع بالدور وتحدّي نفسها حتّى متاخمة أبعد الحدود والتحرّر من شخصية آلي، التي جسّدتها في فيلم "مولد نجم" (2018). تميل إلى المبالغة في إظهار المشاعر بطريقة قد تبدو مصطنعة، لكنّها تنجح، ومع ذلك، تغفل عن تقلّبات مفصليّة في سلوك باتريزيا، تاركةً و"دار غوتشي" المشاهد في حيرة من تحوّلها المفاجئ إلى امرأة عابثة بقدر "غوتشي" وامرأة مخدوعة في آن. الواقع أعمق من الشكليّات!

على أيّ حال، حقّقت غاغا ما جاءت لأجله - هي التي ما وقع الاختيار عليها أوّلاً لتجسيد شخصية باتريزيا - فقد قدّمت لأفراد قاعدتها الجماهيريّة ما انتظروه طويلاً: القوّة والإثارة والدراما والانكسار.
 
خلطة لطالما استهوت جمهور ليدي غاغا الباحث عن أيقونة تنبض بالمعاناة والفحش، والذي رافقها من أغنية "باباراتزي" وجملتها الشهيرة "لقد قتلت عشيقي للتوّ" إلى "مولد نجم" وصعود أسهمها في هوليود، مروراً بأحاديثها الحميمة عن زوايا قاتمة من حياتها الشخصيّة.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم