الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

زوّار "مهرجان الشارقة القرائي للطفل" يروون تجربتهم: "رغبة في المشاركة بكلّ جديد"

المصدر: "النهار"
من فاعليات "مهرجان الشارقة القرائي للطفل".
من فاعليات "مهرجان الشارقة القرائي للطفل".
A+ A-
في اليوم الثامن لمهرجان "الشارقة القرائي للطفل 12"، لا يزال الأطفال يقصدون برفقة ذويهم مركز "أكسبو"، للانضمام إلى الورش التفاعلية والتعرّف إلى الشخصيات المؤثرة واللعب بين أروقة المكان. فالمئات يبحثون في زواياه عن المتعة، ويجدون في فاعلياته المعرفة والمعلومة، ويعبّرون في أحضان ورشه عن شغفهم باكتشاف كل جديد. 
 
 
ورش المهرجان بعيون الأطفال
رغبات أطفال المهرجان اختلفت، ففي حين يعشق بعضهم الرسم هناك من يفضّل اكتشاف طرق صناعة الروبوتات وابتكار أشياء جديدة، باستخدام مواد بسيطة، ذلك انطبق على الطفل زياد المعروفي، 8 سنوات، والذي أبدى إعجابه قائلاً: "إنها المرة الأولى التي أزور فيها مهرجان الشارقة القرائي للطفل، وقد أحببت كثيراً نوعية وطبيعة الورش التي تعقد فيه".
 
بهذه الكلمات البسيطة عبّر زياد عن سعادته بوجود ورش تهتم بتعليم صناعة الروبوتات، لأنّه يهوى التعرف إلى كيفية تركيبها وابتكارها، وعملية تحريكها والتحكم بها بواسطة الأجهزة اللوحية. وعلى الرغم من توافق الطفلة نادين ماجد، ابنة التسع سنوات، مع صديقها الصغير، إلا أنّها من عشاق القراءة والكتابة، هذا ما أبدته بكلماتها وحركاتها المعبرة عن فرحها قائلة: "في كل مرة أزور فيها المهرجان، يكون لديّ رغبة في تجربة أشياء جديدة ومختلفة من القراءة إلى الورش التفاعلية".
 
وفي وقت ينسجم كُثر بعالم الروبوتات، شكلت أسرار الهندسة الكهربائية، محطة جذب لابنة الثمانية سنوات، فاطمة طارق، باكتشافها أدوات تعلمية وممارسة مبسطة لها. أما الصديقتان بدور عبدالله وريم عبد القادر، (9 سنوات)، فتشتركان حبّ الرسم والكتب والقراءة، بعيداً عن صناعة الروبوتات والإلكترونيات. "ليست المرة الأولى التي نزور فيها هذا المهرجان، الذي نقصده دائماً بحثاً عن جديد الكتب التي نستمع بقراءتها"، تقولان، "هذا العام، سعدنا جداً بالورش المخصّصة للرسم".
 
عينةٌ من الصغار تبينّ مرةً جديدةً أهمية فهم الأهل لشغف واحتياجات أطفالهم، من أجل توجهيها للمكان المناسب.
 
 
ورش المهرجان مستمرة 
وفي "دبي فستيفال سيتي مول"، شارك الصغار في ورشة تفاعلية بعنوان "سكريبيل بوتس"، حيث أتيحت لهم فرصة تعلم كيفية استخدام المواد الاستهلاكية لصناعة روبوتات بسيطة يمكنها رسم لوحة فنية بأقلام الحبر والتلوين، ضمن مبادئ تكنولوجية ممنهجة. 

أما الحدث الأدبي الذي سحر عقول الأطفال، فو واحد من التقاليد القديمة، التي تقوم على قصّ الحكايات الأسطورية المرعبة لإخافة المستمعين، بهدف منعهم من الخروج ليلاً أو من ارتكاب أخطاء تخالف القيم والتقاليد، إلّا أنّه، للمفارقة، أعادت الكاتبة دبي أبوالهول صياغة خمس من الحكايات الشفهية بأسلوب مختلف، وحاولت إضفاء البعد الإنساني على شخصيّات من عالم الجن التي لطالما اعتبرها الجميع "شريرة"، وتضمنت سلسلة هذه القصص تحت اسم "الخراريف" الشعبية تفسيرات جديدة ترجع بالزمن إلى ما قبل الحكاية وتوضّح مصدرها، مع الحفاظ على عنصر التخويف وإضافة التشويق من خلال تصوير الشخصيات ووصف الأحداث. 
 
رافقت القصة جلسة ثقافية في الملتقى الثقافي، حيث استضافت الرسّامين المصري مجدي الكفراوي، والجنوب إفريقية فرانسي فريندسن، الذين تحدثوا عن اسهامات الفنّ في تشكيل شخصية الأطفال، وتوجيههم نحو إطلاق العنان لإبداعاتهم ومواهبهم وتجاوز الظروف الصعبة. بالإضافة إلى تأكيد المتخصصين أنّ الفنّ لغة الأطفال للتعبير والتواصل والكشف عن ذواتهم، قبل إدراكهم الكلمات والمعاني والتراكيب. ويسهم غرس الثقافة الفنيّة في نفوس الأجيال الجديدة منذ نشأتهم، في تعزيز صحتهم الذهنية والفكرية ويجعلهم منفتحين أكثر على تقبّل الآخر، وسط اكتشاف الجمال بأبسط تفاصيل الحياة.
 
هذا  وعززت "بيت الحكمة"، وهي أحدث نموذج لمكتبات المستقبل بالشارقة، حب التعلّم لدى الأطفال في برنامج متكامل من الأنشطة التعليمية الممتعة. وذلك في 5 مجموعات من ورش العمل التي أخذت الأطفال في رحلة علمية لاستكشاف أسرار التفاعلات الكيمائية من خلال التجارب العملية. هذا وشارك الصغار في لعبة صامتة قام فيها أحدهم بتمثيل الاسم المكتوب في الورقة التي يختارها، باستخدام حركات اليدين، إذ يتوجب على الآخرين معرفته، ويتم الكشف عنه من خلال الصور والأشكال خلف رمز الاستجابة السريع (QR).
 
وفي جلسة موازية بعنوان "مكتبات الطفل بين الواقع والمستقبل"، تحدّث المتخصص بأدب الطفل فرج الظفيري، عن أهمية مكتبات الطفل، ودورها في تنمية وعي الصغار وتثقيفهم، لافتًا إلى أنّ المكتبات العامة تواجه إشكاليات غياب القراء، مع الحرص على أنّ يكون أمين المكتبة مؤهلاً ويمتلك خبرة في انتقاء القصص والكتب المناسبة لكل طفل حسب الفئة العمرية.
 
وعلى الرغم من انسجام الأطفال أكثر في الورش التفاعلية، إلا أنّ الأهالي استمروا في التجول بين دور النشر لاختيار القصص المناسبة لأعمارهم، إيمانًا منهم بدور الكلمة في تنمية عقل الطفل وفتح آفاق من الخيال أمامه. هذا انعكس في مشاركة جمعية الناشرين الإماراتيين بـ 157 عنواناً من مختلف الحقول الإبداعية والعلمية والتقنية التي تهم الأطفال وتدعم مهاراتهم ومعارفهم، إذ يصل عدد الكتب التي تحتضنها المنصة إلى 1838 كتاباً. ناهيك عن دور النشر العراقية واللبنانية والأردنية، التي حاولت بطريقة أو بأخرى دمج الصغار في الروايات عبر الألوان ومساعدة الأهل اختيار الأنسب لأعمارهم واحتياجاتهم.
 
كما حققت مسرحية "كتاب الأحلام"، التي تعدّ أول إنتاج لهيئة الشارقة للكتاب، نجاحاً باهراً، لاسيما بعد نفاذ كامل تذاكرها. وتحاكي قصة فتاة تسعى لتحقيق أحلامها عبر المسابقات الثقافية، فتحظى بالفوز بكتب تثري مكتبتها، إلى أن يأتي يوم تجد فيه كتاباً يدخلها إلى عالم مليء بالمعرفة والخيال يجعلها تكتشف من خلاله الكثير من الحلول بمساعدة العديد من الشخصيات.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم