مؤسسة فكرية مناهضة للثنائي الشيعي... علي خليفة لـ"النهار": ألف ياء - البيت الثقافي في مواجهة التصحّر

هنا قنّاريت في منطقة الزهراني في جنوب لبنان والوجهة القادمة هي مؤسّسة ألف ياء - البيت الثقافي.

في العموم، التعريف العامّ للبيت الثقافي التابع لمؤسسة ألف ياء وهي دار نشر، تأسّست عام 2012، بأنه مساحة حرّة للتفكير والنقاش في مواضيع فكرية وثقافية واجتماعية وسياسية متنوّعة، ولا سيما ضمن لائحة المطبوعات المتوافرة وبما يتوافق مع القيم التي تتبنّاها المؤسسة. 

بالنسبة للمؤسس الدكتور علي خليفة، فقد ذكر أن "المؤسسة تتبنى في السياسة مشروعاً مناهضاً للثنائي الشيعي وتدافع عن خيارات الليبرالية والحداثة في ما يخصّ شؤون الثقافة والمجتمع".

أول من نوعه

بالنسبة إليه، "إنه المشروع الأول من نوعه في المنطقة بصيغته الأدبية والثقافية والاجتماعية، وهو من بين المبادرات النادرة والرائدة على صعيد لبنان". "فالمشروع"، وفقاً له،"يسهم في تحقيق التنمية الاجتماعية في بيئته وتأمين مصدر مستدام للمعرفة فضلاً عن كونه واحة وسط مساحات التصحّر، التي تفرضها في السياسة بيئة الثنائي الشيعي في الجنوب، وخياراته المفروضة على الناس في أنماط التديّن والثقافة والمجتمع".

توقف عند نشاطات البيت الثقافي في قناريت، الذي استقبل خلال شهر رمضان الفائت أمسية لحركة "تحرُّر" - من أجل لبنان، وهي الحركة التي يشترك في تأسيسها كل منّي والدكتور هادي مراد والأستاذ علي الزين، وهي تضمّ مجموعة من الناشطين المعارضين للثنائي الشيعي، شارحاً أن الأمسية كانت بعنوان "في العشر الأواخر"، تخلّلتها قراءات شعرية ودردشات ودندنات وتلاوات من عيون الأدب الصوفي في حضور من الزهراني وصور وقرى صيدا.

ذكر خليفة أن "هذه الأمسية تندرج ضمن مجموعة من الأنشطة لمواجهة النمط المفروض في التديّن، تحديداً في الجنوب، حيث تطغى الأنشطة التي تقوم في الحسينيات على الفضاء الثقافي ويقوم رجال الدين بالترويج لسلطة الأمر الواقع وتثبيت الولاء لدى الأفراد". 

وشدّد خليفة على أن "مؤسسة ألف ياء - البيت الثقافي استضافت في قناريت المفكر الدكتور أدونيس العكرة الذي عرض مآلات الأنظمة السياسية والاجتماعية القائمة على الدين بحيث تُنتقص العدالة بحق الآخر المختلف وتغيب المساواة في الحقوق…".

وقال: "لكي تتحقق المواطنة الكاملة في المجتمعات ولا سيما منها التعدّدية يقترح الدكتور أدونيس العكرة وثيقة الأخوّة الإنسانية كمرجعية قيمية من شأنها تنظيم مساهمة الدين في المجال العام. وتطرّق النقاش مع الحاضرين إلى واقع حال التعليم الديني في المدارس وما يسوده من تعصّب وانغلاق وعناصر التنشئة الاجتماعية وصورة الذات والآخر ومتطلبات العيش معاً…".

التفكير الذاتي 

ولفت الى أن "البيت الثقافي يستكمل نشاطاته الأدبية والثقافية والاجتماعية المتنوّعة وتواقيع الكتب وقراءات الكتب واللقاءات الحوارية مع المؤلفين"، موضحاً أن "مؤسسة ألف ياء – البيت الثقافي في قناريت تقدّم للزوار والمهتمين والناشطين والطلاب فرصة للاطلاع على المنشورات، ومنها أطروحة رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عبد الله اليافي بعنوان الوضع الخاص للمرأة في شريعة الإسلام، والكتاب الصادر أخيراً بعنوان قصاصات من أرشيف العلامة السيد محمد حسن الأمين وفيه مواضيع اختارها وقدّم لها الدكتور علي خليفة المهتمّ بإبراز ما يمكن أن يتوافق من الفقه الشيعي مع الحداثة وعناوينها المحورية كالعلمانية والمواطنة والتعدّدية وخطاب التسامح والعيش معاً، فضلاً عن إصدارات أخرى إشكالية ومنها التربية والثقافة الجنسية لهيام إسحق، ومنهاج التاريخ وكتبه لنمر فريحة، والشيعية السياسية – عقدة المظلومية وولاية الفقيه لياسين شبلي والاستحقاق الانتخابي ومراهنات قوى الثورة لحسين عطايا ومسيرة النساء إلى الندوة البرلمانية لحليمة القعقور والصندوق الأسود للانتخابات – حوادث دائرة الجنوب الثانية في مواجهة الثنائي الشيعي لعلي خليفة... بالإضافة إلى مطبوعات ودوريات متنوعة متاحة للجميع".

برأيه، "ما يميّز مؤسسة ألف ياء - البيت الثقافي هو السعي بشكل رائد وجريء إلى تناول شتى المواضيع مع تحفيز التفكير الذاتي وإثارة الحس النقدي لدى القارئ"، موضحاً أن "منشوراتها متنوّعة وتشمل السياسة والاقتصاد والتاريخ والقانون والفن والدين والتربية فضلاً عن الأنواع الأدبية من شعر ونثر وكذلك الكتب الجامعية والمقالات وأعمال المؤتمرات من بحوث ودراسات والكتب المدرسية وقصص الأطفال".