الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

شعرهُ دمعةٌ كبيرةٌ في وجه القسوة الكونيّة بول شاوول يهزم وحشيةَ العالم بالقصيدة

المصدر: "النهار"
Bookmark
بول شاوول.
بول شاوول.
A+ A-
محمود وهبةبعد غياب خمس سنوات، يطل بول شاوول على قرائه بإصدارين جديدين، "القصيدة المتوحشة" عن "منشورات المتوسط"، وقصيدته الشهيرة "هؤلاء الذين يموتون خلف أعمارهم" في طبعتها الجديدة عن "منشورات راية"، عملان شعريّان أقرب ما يكونان إلى القبسات الشعرية المتتالية التي تسلم واحدها الآخر. قراءتهما والتبحر في عوالمهما، بتموجاتهما، تفتح العين على رؤية مختلفة وبسيطة لهما، رؤية يخالُ القارئ أمامها أنه أمام أكثر من تجربة وأكثر من شاعر، يجمع بين كل واحد منهم الحالة الشعرية الظاهرة والنسيج الشعري الحاضن لأبعاد التجربة. إصداران خاصان جداً في تجربة الشاعر، يأتيان ليشكّلا استمراراً ورافداً لما بدأه شاوول منذ نصف قرن، في وقت ترزح المدينة تحت ظروف وجودية وإقتصادية واجتماعية صعبة."القصيدة المتوحشة" "القصيدة المتوحشة" هي قصيدة طويلة "متعبة" كثيراً، ويعترف الشاعر بأنها أتعبته، فقد اشتغل فيها وعاد إلى ينابيع اللغة واشتقاقاتها، وكلماتها القديمة وإيقاعاتها. وهي قد تلتقي مع "كشهر طويل من العشق" لكن فقط بالاشتقاقات، فلكل منهما مكانه وحيّزه وسماته. يلعب من خلال هذه القصيدة بالفوضى، لتنفيذ رؤيته للشعر. ينحت الكلمات، الجسد، الماء. هي قصيدة تشبه الكون الذي نعيش فيه اليوم. تحوي بين جنباتها وفي دواخلها الكثير من الفوضى المنظمة، لكنها تقترح تنظيم هذه الفوضى، وهي أكبر فوضى مرّت على البشرية. "القصيدة المتوحشة" ليست لقطة يكتبها وينشرها بعد أسبوع، إنما هي مكابدة. هي تخرج منه، ومكابدة أكبر حين يتحضر ويشتغل عليها لنشرها. المسألة ليست بسيطة، فالشاعر يتملكه خوف من وقوع الشعر في الفوضى. وعادة ما يظهر ذلك في القصائد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم