بيروت "تحاورُ" أدونيس…أم "تُدردِش" معهُ ؟

عبد الغني طليسمؤسفٌ أن يكون اللقاء مع الشاعر أدونيس، في بيروت، اقتصَر على أشخاص لم يتجاوزوا العشرات بعد غياب طويل نسبياً عن المدينة. لم يكن الحوار في "ملتقى خيرات الزين الثقافي" الجديد في بيروت بينه وبين الحاضرين مُعَبّراً عن إشكاليات من ذوات التعقيد الثقافي . كأنما كانت الأسئلة والأجوبة دردشة سريعة لا الذين سألوها كانوا يريدون بها فتحَ نقاش جَدي وعميق معه بل مَلء الوقت، ولا هو كان مستعدّاً لأجوبة تختلف عما قدّمه في عشرات اللقاءات العربية التي سبقَت لقاءه مع الجمهور في بيروت. ومع أنّ ثمة حيوية كانت ظاهرة في وجوه الحاضرين السعداء بوجودهم مع أدونيس، وفي وجه أدونيس نفسِه، فقد بقي النقاش محدوداً ولم يَستدرج إليه شُعراء أو روائيين أو نقّاداً كانوا بين الحضور ويُفترَض أن لديهم ما يطرحونه على الشاعر من قديم المواضيع التي تتجدد أو من جديدها.قضيّتان كان ينبغي أن تحضُرا في اللقاء: شِعر أدونيس بعد ستين عاماً من اندلاعِه، كيف تقدّمَ، وأين أصبح (أسئلة تريد إجابات جديدة بعدما ركدَت زمناً)وهل لديه شِعر يقولُه بعد قد يختلف شكلاً أو مضموناً مع دواوينه السابقة؟...