الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حين يبلسم "نور أنسي الحاج" جروح بيروت: فكره المتمرّد في إصدار عابق بالصمود الثقافي

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
Bookmark
تصوير حسام شبارو.
تصوير حسام شبارو.
A+ A-
ردّدوا معنا هذه الأبيات من وليمة أنسي الحاج الشعرية في قصيدة بعنوان "يا شفير هاويتي". قرأ العنوان الممثل والمسرحي الكبير رفعت طربيه مكملاً معنا بصوته الصادح وهو يجول بين الجمهور المشارك في هذه الأمسية، فيما قصدت أيضاً الممثلة المتمردة على ذاتها جوليا قصار القاعة لتقرأ أيضاً تلك الأبيات التي ننقل بعضها: كَرِهوا أُمةً لأنها تبتسم فراحت تضحك/ وقتلوها لأنها تضحك فأخذت ترقص/ ومزَّقوها لأنها ترقص/ فراحت عيناها تغصّان بالوعود وشَعْشَعَت نوافذها/ قطعوا يُمناها عن يُسراها لأن يديها قلبُ العالم".كرّرنا مرة لا بل مرتين تلك الأبيات، التي بُثت على الشاشة حيث صورة أنسي الحاج على المسرح، ونحن ننظر الى الشاعرة ندى الحاج والشاعر والسيناريست علي مطر يردّدان معنا على المسرح هذا الشعر، الذي استشرف فيه أنسي الحاج الفيلسوف الإنسان واقع بيروت اليوم، التي تعرّضت لمحاولة اغتيال "خبيثة" في 4 آب 2020، من خلال وصف دقيق لتفاصيل هذا الجرم...  حملت أمس الأمسية، دعا إليها "مهرجان بيروت للأفلام الفنية" بعنوان "قولوا هذا موعدي" في مسرح ليلى تركي في المكتبة الشرقية في شارع جامعة القديس يوسف، رسائل عدة أهمها أن القراءات الشعرية، التي ترافقت مع جرعات من النبيذ الأحمر بصفته "جليس الشعر"، هي مختارات من المجلد الأول من الأعمال الكاملة الستة: "لن"، و"الرأس المقطوع " و"ماضي الأيام الآتية" "وما صنعت بالذهب"، "ماذا فعلت بالوردة" و"الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع" و"والوليمة" للفيسلوف الإنسان أنسي الحاج الصادرة عن دار المتوسط - إيطاليا بجهود حثيثة واستثنائية لابنته ندى الحاج الشاعرة بالفطرة أو ربما قبل الولادة، تحوّلت الى ومضة أمل في هذا النفق المظلم، الذي يأسرنا في جحيم بيروت. المسرح والشعر هذا اللقاء بين الشعر والمسرح في عمل أخرجته لينا أبيض الغنية عن التعريف أوقف زمن الانهيار غير المسبوق في قعر البئر المثقوب، الذي ننزلق فيه في زمن الازمات المتراكمة في لبنان، لنكون في مملكة الشعر وصدى الكلمة والحرية وحبّ الآخر والوطن والصمت والحوار والحياة والموت...من أهم الرسائل في هذه الأمسية أن أنسي الحاج، الذي مضى أمس على رحيله 9 أعوام، أحب بيروت خليلته الأبدية بأفقها الفيروزي السرمدي، رافضاً مغادرتها ووطنه لبنان رغم أنه كان يمكنه أن يحظى بأرقى المراكز الإعلامية والثقافية في دول العالم كله، ما يجعلنا نتعطش لأن نتمثل بعشقه للبنانه،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم