بين أَسوإِ ما يصاب به الفنُّ الكبير أَن يتنطَّح له أُمِّـــيُّــون من عامَّة الناس أَو مُغْرضون من النُقَّاد، يَروحون بكل جهل أَو أَذى يَرَون إِليه من منظار صغير يجعل الفن الكبير سلعةً تُدار بين الناس لا قيمةَ لها ولا حُرمة. من ذَيِنك الجهل والأَذى: ما يقال دومًا عن الأَخوين رحباني إِنهما "صَوَّرا لنا لبنان حلْمًا جميلًا وبلدًا مثاليًّا لكن الأَحداث الجارية فيه كذَّبَت زعمهما فانهار، وتَبَيَّن أَنَّ ما بَشَّرا به هو وهْم كبير وكذْبة كبرى". أُسارع إِلى اختصار أَنَّ هؤُلاء الطفيليين يخْلطون بكل غباء بين لبنان الوطن ولبنان الدولة. فالذي بناه عاصي ومنصور في ذاكرة أَجيالنا هو لبنان الوطن الخالد الدائم أَعلى وأَقوى وأَبقى، وفوق كل ما يجري تحت من تفاهات "بيت بو سياسة" ومشاحناتهم وعنعناتهم ويوضاسياتهم الـمُدمِّرة. والذي انهار - في زعم أُولئك الأُمِّــيِّــين - هو لبنان الدولة الكرتونية الهشة...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول