السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"نزهة عقل" في لوحة شوقي دلال: لغة الشمس على الجبين الحالِم

المصدر: "النهار"
"نزهة عقل"، لوحة شوقي دلال.
"نزهة عقل"، لوحة شوقي دلال.
A+ A-
بهية أحمد الطشم- كاتبة وأستاذة الفلسفة في الجامعة اللبنانية

لا تتلعثم الحروف البتّة في كشف النقاب عن معالم الجمال المؤطّر في لوحة فنية راقية رسمتها ريشة بارعة، إذ تحضّنا حناياها على التأمل (الوظيفة الأرقى للعقل) الذي مَجّده الفيلسوف برغسون، كشعور حُر ينساب في جوهر الافكار الصامتة.
 
ذلك أنّ الروح تعيش بغذائها المعنوي وفق أفضل كيفية (الكيف) لها في تذوق الفن والجمال وكذلك فن العيش في فلسفة الحياة.
 
لقد جَسّدت عيون المرأة في لَدُن اللوحة قوة الحب كأصل مغروس في الكيان الوجودي، إذ تسود لغة النظر سيادةً عارمة تخترق حجب الخيال، تخفي مكامن الأسرار وتستثيرنا لمحاربة أعداء الجمال لأنها جعلت كل حروف الصمت تنطق بوجدان يطول فيه المقام والمقال.
 
 
ولعلنا نقرأ أيضاً في مرآة العيون المنعكسة في لوحة الفنان شوقي دلال قصة امرأة تلعب دور البطولة الحكيمة على مسرح الحياة... هي امرأة ضدّ النسيان لأنها زرعت الحكمة في أعماق نفسها، جمعت سنابلها وأهدتها الى طموحها الجائع والمتبلور في لجج البحر الازرق، ابتسامات
الحقول الخضراء وتغريدات عصفور جميل على لسان الأيام.
 
تلك العيون التي جعلتنا نخاطب أنفسنا بعبارة ذهبية للفيلسوف اليوناني الكبير وصانع علم المنطق أرسطو، في تمجيد "أم الحواس" العيون هي أقوى الحواس واصدقها لأنها أكثرها اكتشافاً للفوارق.
 
أمّا الشِّفاه المزدانة بلون الورود فهي تتلفّظ بالسلام والاطمئنان المنير لخلايا القلوب رغم الظلم والظلام، معلنة أفُول الشقاء بعدما بزغت لغة الشمس على الجبين الحالِم.
 
وفي الخلاصة، تتراءى للمتأمل حقيقة عظمى ألا وهي: مهما توارى القمر وراء الغيوم، فهو حتماً سيلمس كبد السماء في ليل الحياة الحالك.

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم