الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

معرض الشارقة: الكاتب ينطلق من الطفل، الحياة تجارب وكيفية استخدام استراتيجيات التواصل

المصدر: الشارقة- "النهار"
الزوّار الصغار مع الكمامات في معرض الشارقة الدولي للكتاب.
الزوّار الصغار مع الكمامات في معرض الشارقة الدولي للكتاب.
A+ A-
يضجّ معرض الشارقة الدولي للكتاب بالندوات وجلسات النقاش المُقامة هذه السنة من بُعد. لا تهدأ النشاطات برغم الإجراءات المشدّدة، وإن اتّخذت من المنصّات الافتراضية ملعباً هذه السنة.
سلسلة ندوات تشهدها أيام المعرض في دورته الـ39. البداية مع الروائية والناشرة فاطمة البلوشي التي بدأت مشوار الكتابة من عُمر الـ15 سنة، وخطّت أولى الكتابات على صفحات الصحيفة المدرسية، وشاركت في العديد من الأعمال الإذاعية والمسرحية آنذاك، ومنذ ذلك الحين وهي تبحر في سماء الإبداع الروائي، قاطعة مسافة كبيرة بالرغم من صغر سنها، لتترك على رفوف المكتبات العربية باقة من الأعمال الروائي المتميزة التي ضمّنتها الكثير من الهموم والقضايا والتفاصيل المتشابكة.
 

تشير الروائية الكويتية فاطمة البلوشي، مديرة دار سبارك للنشر والتوزيع – الكويت، إلى أنها مسكونة بطفولتها ويتملّكها هاجس الوقت، لافتة أن الكاتب ينطلق من مكان عميق في ذاكرة الطفل الذي كان، وأن الكتابة بالنسبة لها تعبير عن حالات تترافق مع الوعي بتفاصيل الحياة. 

وتقول: "منذ سنوات عُمري الأولى وأنا شغوفة في الكتابة، وخلال مرحلتي الدراسية شاركت بالعمل في إذاعة وصحيفة المدرسة، وقمت بالإشراف على بعض المسرحيات التي كانت تقام آنذاك في الأنشطة المدرسية، ومنذ ذلك الوقت تشكّلت لدي هواجس الكتابة، وبدأت أبحث عن مفاتيحها، وبالفعل قمت بكتابة قصص قصيرة بأسماء مستعارة، ونشرتها في مجلة (الجريمة)، ثم انتقلت للنشر على مواقع الإنترنت الثقافية، وصنعت لنفسي مدونة خاصة، حتى نشرت أول عمل لي في العام 2015". 
 
 
تتابع: "قمت بكتابة الرواية، هذا الفضاء الرحب الذي يسمح للكتاب بأن يحلّق فيه كطائر ملوّن، كانت أعمالي الأولى عبارة عن نصوص كتبتها في منتديات ثقافية عبر شبكة الانترنت وقمت بالاحتفاظ بها، حتى رأى النور أول إصدار لي الذي حمل عنوان (عند الثانية عشر صباحاً)، والذي حظي بانتشار كبير على الإنترنت، ثم نشرت بعده (سارق الرسائل)، واليوم لديّ 6 روايات تتحدّث عن الرعب النفسي والانفصام في الشخصية والاكتئاب، وكلها ذات بيئات مختلفة لدى جميع الشخصيات".
 
وتختم البلوشي بالتأكيد على أنها تحرص على المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يعتبر واحداً من أهم التظاهرات الثقافية في المنطقة العربية، وتقديم الإصدارات التي تطلقها الدار للزوّار، لافتة إلى أن الشارقة اليوم تمثّل مكانة كبيرة على الصعيد الثقافي وهي تجمع القرّاء والمثقفين من مختلف أنحاء العالم واصفة الشعار الذي أطلقه المعرض هذا العام (العالم يقرأ من الشارقة) بأنه حقيقة مترسّخة وماثلة على أرض الواقع. 

برنس إيا: لا أخطاء بل تجارب
 
من جهته، أكد الفنان العالمي والمتحدث الملهم ريتشارد وليامز، المعروف باسم  برنس إيا، أن مهمته في الحياة تتجسد في مساعدة الناس على اكتشاف حقيقة أنفسهم ومواهبهم الكامنة وراء تصوراتهم الاعتيادية المحدودة خارج إطار المفاهيم والأفكار التقليدية التي تقيدهم وتحد من إمكانياتهم، وأشار إلى أنه وعلى الرغم من متابعة أكثر من 30 مليون شخص له على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، بالإضافة إلى العمل مع كبار المشاهير مثل أوبرا وينفري، وريتشارد برانسن، ما يزال يواصل التعلم من مدرسة الحياة.

جاء ذلك خلال جلسة افتراضية عقدت من بُعد عبر منصة "الشارقة تقرأ"، ضمن فاعليات المعرض، وأدارها رائد الأعمال سبنسر لودج.
 

وأكد مغني الراب والناشط في مجال الحقوق المدنية، ولعه وشغفه الكبيرين بمواصلة التعلم والقراءة مخاطباً جمهوره بالقول: "أنا قارئ نهم وهذا هو سبب تواجدي معكم والتحدث إليكم الآن، فالكتب أوصلتني إلى المكانة التي أنا عليها اليوم، وهي أكبر استثمار نجحت بالإفادة منه أكثر من أي أصول مادية".
 

وكشف أن كتبه الثلاثة المفضلة هي كتاب "داو دي جنغ" للفيلسوف الصيني لاوتسو، و"كيف تتجنب الموت" للطبيب الأميركي مايكل غريغر، و"استيقظ وازأر" للحكيم الهندي هاريوانش لال بونجا المعروف باسم باباجي، لافتاً إلى أنه وقع في حب الكلمات عندما بدأ يستمع لموسيقى الراب، وقال: "لم أكترث بالتعليم والقراءة في صغري، وعندما كنت في المدرسة الثانوية، طلب مني أحد أصدقائي، واسمه كوري، أن استمع إلى أغنية راب، وما حدث أن تلك الأغنية أنقذت حياتي، لأن المغني تناول الكثير من المواضيع في تلك الأغنية، ابتداءً بالعلوم، والأديان، وانتهاءً بالجغرافية السياسية، ما جعلني أعشقها وأتعلق بها، فموسيقى الراب غيرت حياتي كلياً، وهي صوت من لا صوت له، ويمكن لأي إنسان استخدامها للتحدث عن القضايا الاجتماعية والأفكار والرؤى وأي موضوع آخر".
 

 
ووجّه برنس إيا رسالتين إلى الشباب، قال في الأولى: "أنتم موجودون في المكان الذي من المفترض أن تكونوا موجودين فيه تماماً، فلا يوجد في الكون مصادفات، ويقولون إن الإنسان خلال الحياة سيواجه مجموعة من الخيارات المرسومة والمستترة خلف قناع الفرص والتحديات، ولهذا ينبغي علينا أن ننظر إليها من زاوية مختلفة، وأن نغير تفكيرنا السلبي المحدود من عقلية (ما يحدث معنا) إلى فلسفة (ما يحدث من أجلنا)، فهناك فرصة للتقدم في كل شيء، لا يوجد أخطاء نرتكبها في الحياة، بل يوجد تجارب".

واختتم وليامز الجلسة بقوله: "الرسالة الثانية هي رسالة معرض الشارقة الدولي للكتاب، عليكم بالقراءة، لأنها ستغير تفكيركم وحياتكم للأفضل، فعندما سُئل بيل غيتس في إحدى المرات عن القوة الخارقة التي يرغب أن تُمنح له أو أن يمتلكها، أكد أنه يتمنى لو يستطيع أن يقرأ بشكل أسرع، ولهذا أنصحكم بقراءة أكبر قدر ممكن حول أي شيءٍ تحبونه، لأن القراءة ستمهد لكم الطريق الذي تحتاجونه للوصول إلى أهدافكم".


زياد طارق واستراتيجيات وسائل التواصل
 
وأيضاً، استضافت فاعليات المعرض، خبير الوسائط الرقمية زياد طارق في جلسة افتراضية نظّمتها محطة التواصل الاجتماعي عبر منصة "الشارقة تقرأ"، أطلع خلالها الجمهور على أهمية الاستراتيجيات التي ينتهجها المقبلين على إطلاق أعمال جديدة، في تحقيق أهدافهم ونجاح أعمالهم. 

وعن أبرز الاستراتيجيات التي تسهم في نجاح الأعمال، أوضح طارق أن معرفة توجهات الأسواق، وحاجتها إلى المنتج، بالإضافة إلى متابعة المنافسين ومعرفة قوتهم وقدراتهم، فضلاً عن توظيف أساليب الدعاية والإعلان، تعتبر من الركائز الأساسية في استراتيجيات وسائل التواصل الاجتماعي.

وحدّد طارق 8 خطوات لتطبيق استراتيجية ناجحة تقود مسيرة العمل على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، لافتاً إلى ضرورة تحديد الأهداف التي تخدم المنتج، كحاجة الأسواق والأفراد إليه، والوصول إلى أسواق جديدة وعملاء جدد، واعتماد خطوات واضحة لتحقيق الأهداف.

وبيّن أن معرفة حاجات الناس وتوجهاتهم تأتي من ضمن الخطوات الثمانية، وذلك لكونها تسهل من سرعة تقبلهم للمنتج خاصة إذا كان جديداً، كما أن معرفة أصحاب الأعمال المنافسين وجودة منتجاتهم يدخل ضمن الخطوات اللازمة لنجاح العمل.
 

وأضاف خبير وسائط التواصل الاجتماعي أنّ الإلمام بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وتوظيفها في الترويج للمنتج، يعتبر إحدى الخطوات التي تسهم في نجاح العمل، شريطة انتقاء الأساليب الترويجية الجاذبة للأصحاب الحسابات والنشطين عليها، بالَاضافة إلى ابتكار محتوى جذاب على وسائل التواصل اجتماعي، مشدداً على أهمية إنشاء حسابات للعلامة التجارية على مواقع التواصل الاجتماعي، وابتكار أفكار نوعيّة ورياديّة، وذلك لزيادة فرص عدد المتابعين والفاعلين على هذه الوسائل، إلى جانب عدم إغفال موضوعية الأهداف التي يتم وضعها في العموم والمدة الزمنية اللازمة لتحقيقها.

ولفت طارق إلى أنّ تفعيل حسابات العمل على وسائل التواصل الاجتماعي يلعب دوراً كبيراً في نجاح المنتج المعروض، ويتطلب ذكاءً وحنكة في تحويل زوار الحسابات الخاصة بالعمل أو المنتج إلى عملاء فاعلين ونشطين ممن يشاركون أصدقاءهم وزملائهم معلومات المنتج عبر وسائط التواصل الإلكترونية.

وبيّن في نهاية الجلسة أن توسيع نطاق عمل وسائل التواصل الاجتماعي لتشمل كل من فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام، وسناب شات، ولينكد إن، ويوتيوب، بنتريست، تعتبر واحدة من الأسباب المهمة في رواج المنتج ونجاح العمل، وتحقيق التنافسية في الأسواق، لا سيما إذا اختار أصحاب المنتج أسلوب نشر التعليقات الملهمة والابتكارية على تلك الوسائل للترويج لمنتجهم واستقطاب عملاء جدد.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم