السبت - 18 أيار 2024

إعلان

المسؤولية الوطنية في الانتخابات النيابية في بيروت ولبنان: صفحات منذ العهد العثماني إلى اليوم

المصدر: "النهار"
Bookmark
صفحات منذ العهد العثماني إلى اليوم.
صفحات منذ العهد العثماني إلى اليوم.
A+ A-
الدكتور حسّان حلّاقاعتاد البيارتة مع بقية اللبنانيين ممارسة حقوقهم الدستورية بما فيها الانتخابات النيابية منذ عام 1876 في العهد العثماني، وذلك منذ بداية عهد السلطان عبد الحميد الثاني الحكم (1876–1909)، فقد نشر الدستور العثماني الذي نصّ على إنشاء مجلس تمثيلي عثماني عُرف باسم "مجلس المبعوثان" أي مجلس النواب، وبعد حصول الانتخابات دعا السلطان عبد الحميد الثاني مجلس المبعوثان للانعقاد، وقد قام دستور عام 1876 على أساس دمج الأجناس والقوميات والطوائف في بوتقة واحدة، ونصّت المادة 65 منه على أن تكون نسبة التمثيل في مجلس المبعوثان تعادل عضواً واحداً لكل خمسين ألف نسمة من الذكور العثمانيين، فكان مجموع أعضاء المجلس 275 عضواً يمثلون العثمانيين في جميع أرجاء الدولة العثمانية.ومن الأهمية بمكان القول، إن المشروطية (أي الدستور العثماني) خصّص للولايات العربية 65 مقعداً بحسب عدد السكان العرب الذين يحق لهم الاقتراع، غير أن الحكومة العثمانية خالفت أحكام الدستور العثماني فجعلت عدد النواب العرب 50 فقط، واختارت البقية من العناصر التركية كي تكون للأتراك الغلبة في المجلس. كما نصت المادة 69 من الدستور العثماني على إجراء الانتخابات النيابية مرة واحدة كل أربع سنوات، وسمحت بالترشّح ثانية والنجاح لمرة ثانية، والامر اللافت للنظر أن حكومات الانتداب الفرنسي وحكومات الاستقلال اعتمدت ما اعتمده الدستور العثماني في أن تكون ولاية المجلس النيابي أربع سنوات.والحقيقة، أن مجلس المبعوثان القائم عام 1876 لم يكمل مدته القانونية، لأن السلطان عبد الحميد الثاني أبطل العمل به وحلّه، ولم تجرِ انتخابات نيابية جديدة في الدولة العثمانية إلا بعد صدور الإرادة السلطانية بإعادة العمل بالدستور المعروف باسم "دستور مدحت باشا" وإعادة مجلس المبعوثان، فجرت انتخابات نيابية في الولايات العثمانية عام 1908 ومن بينها الولايات العربية، والمدن والمناطق اللبنانية، وكانت النتيجة نجاح سليمان أفندي البستاني ورضا بك الصلح عن بيروت وأقضيتها وفؤاد بك خلوصي عن لواء طرابلس الشام، والامير محمد أرسلان من زعماء لبنان، غير أنه نجح عن لواء اللاذقية، كما نجح الكثير في بقية الولايات العربية، الذين شاركوا في الجلسة الأولى لمجلس المبعوثان التي عقدت يوم الخميس في 17 كانون الأول عام 1908 بحضور السلطان عبد الحميد الثاني وكبار رجال الدولة.والجدير بالذكر، أنه في الوقت الذي شارك فيه البيارتة مع بقية اللبنانيين في الانتخابات النيابية، فإنهم أيضاً امتلكوا خبرة من خلال عملهم في المجالس البلدية حيث أصدر مجلس المبعوثان القانون الخاص للبلديات في عام 1875، ثم أصدر قانوناً جديداً في عام 1877 مؤلفاً من 67 مادة تضمنت صلاحيات البلديات، وتشكيل المجالس البلدية، وانتخاب أعضاء المجالس البلدية، ورئيس البلدية وسواها من صلاحيات ووظائف وواجبات تجاه العثمانيين والمدن والبلدات العثمانية، وكانت البلدية في العهد العثماني هي المسؤولة مباشرة عن تنظيم انتخابات النواب في مجلس المبعوثان والإجراءات الخاصة بهذه العملية الانتخابية، على غرار الانتخابات النيابية التي جرت عام 1908 بإشراف بلدية بيروت يوم كان رئيساً لبلديتها سليم علي سلام (أبو علي).1- الصراع بين آل سلام والصلحفي عام 1914 وقبيل بدء الحرب العالمية الأولى (1914-1918) أجريت في بيروت والمناطق اللبنانية والعربية والعثمانية الانتخابات النيابية ففاز فيها سليم علي سلام وكامل الأسعد وميشال سرسق ضد اللائحة المنافسة المكونة من سامي الصلح، جان نقاش وطه المدوّر، وقد اتهم سامي الصلح في مذكراته بأن السلطات العثمانية قامت بتزوير الانتخابات لمصلحة اللائحة المنافسة، وكانت نتائج انتخابات 9 نيسان عام 1914 قد تركت بظلالها نتائج سلبية على العلاقات بين آل سلام...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم