الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

إيهاب طربيه أنجر ثاني فيلم طويل في تاريخ الجولان: الاحتلال باقٍ وصراعنا الآن على الهوية الثقافية

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
 مكرم خوري مجسّداً الشيخ كامل في "طعم التفّاح أحمر".
مكرم خوري مجسّداً الشيخ كامل في "طعم التفّاح أحمر".
A+ A-
"طعم التفّاح أحمر"، فيلم للمخرج الجولاني إيهاب طربيه سحرني لدى اكتشافي له في مهرجان تسالونيك الأخير. عمل درامي فيه شيء من النظرة الطازجة إلى واقع معقّد، مهموم بالحاضر ومشغول بأسئلته التي لا توفّر جواباً واحداً قط. تجري فصول الفيلم داخل البيئة الدرزية، لكنها تتجاوزها بسرعة إلى حيث تحمله الطموحات السينمائية. يضعنا الفيلم إزاء حكاية أسرية سيطفو ماضيها على السطح بالتزامن مع الحرب السورية المشتعلة خلف الحدود القريبة. الشخصية المحورية هو الشيخ كامل (مكرم خوري) الذي ستتغير حياته وأولوياته عندما يتلقى زيارة مفاجئة من شقيقه مصطفى (طارق قبطي) المتواري عن الأنظار لنحو نصف قرن. ورغم الماضي الذي بينهما، يقرر الشيخ حماية شقيقه من أهل القرية الموالين للنظام السوري. الفيلم حافل بتفاصيل كثيرة وينطوي على حبكة درامية ونصّ مشبع بالرمزيات. يُوظَّف الحاضر من أجل صناعة تراجيديا إغريقية، مع الاصرار على استعارة بعض ممّا يصنع خصوصية الأقلية الدرزية. الطفل الذي سيشهد ولادة عسيرة والتفّاح الذي سيعطي الفيلم عنوانه الغامض والحيوانات التي ستصنع لقيات درامية عدة في الفيلم… هذا كله يجتمع لتتشكّل فسيفساء تروي حكاية أخرى من حكايات المنطقة التي لا بد من ان تحملنا إلى النقاش حول الحدود بين دول المنطقة والديموقراطية المنقوصة أو الغائبة التي يرزح تحتها الكائن والعدالة المؤجلة دائماً، وأيضاً مكان السياسة في حياة الأفراد.  إيهاب طربيه تحت شجرة في تسالونيك. (هـ. ح.) في تسالونيك، التقت "النهار" المخرج إيهاب طربيه الذي سبق ان أنجز أفلاماً عدة قصيرة قبل ان يأتينا بهذا العمل الجدير بالإهتمام، ودار بيننا نقاش نعرض تفاصيله في النصّ الآتي. اللافت ان الثقة في الذات التي يحتاجها المخرج ليقف خلف الكاميرا لم تتناقض في حال طربيه مع مساءلة الذات التي تظهر بوضوح في حديثه. رداً على سؤال ينتقد بعض جوانب العمل، قال: "هذه واحدة من مشاكل الفيلم. ليس لي تجربة سينمائية طويلة بعد. هذا هو الروائي الطويل الأول لي، فأنا في طور التجريب. واجهتُ تحديات عدة. الأفلام التي تنبش الماضي ليست سهلة. السينما التي أحبّها هي تلك التي لا توفّر الحلول بل تفتح باب التأويلات. وهذا ينسحب على الفنّ التشكيلي. تتأمل لوحة لكارافاجيو فتخلق مليون قصّة في رأسك ولا جواب واحداً".* الفيلم إنتاج إسرائيلي - ألماني. صح؟- صحيح. كان يجب ان أصوّره في العام 2015. طوال خمس سنوات، سعيتُ ليكون إنتاجاً عربياً - أوروبياً مشتركاً. لكن للأسف، لم نحصل على أي دعم عربي وذلك لأسباب عدة، أبرزها سياسي يتعلّق بمضمون الفيلم. الردود التي تلقيتها من الجهات الإنتاجية جعلتني أعي أن الخوف كبير من دعم سيناريو مماثل. لذلك، أتوقّع ان المضمون هو السبب. لم يكن أمامي حل الا ان أتقدّم بالسيناريو إلى مؤسسة دعم الفيلم الإسرائيلي، فتمّت الموافقة عليه وهكذا حصلتُ على التمويل. هذا لا يسعدني كثيراً، لكن كان هدفي إنجاز الفيلم! بصراحة، المضمون هو الأهم. أنا لم أتلّقَ المال من حكومة إسرائيل إنما من صندوق دعم وصدف ان هذا الصندوق إسرائيلي. إني أعيش تحت الاحتلال وتدور فصول حياتي تحت هذا الإحتلال… لكن، رغم هذا، هويتي لم تتغير: أبقى إنساناً عربياً سورياً. * …اسمح لي بأن أقاطعك...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم