الأحد - 19 أيار 2024

إعلان

على ضفّة هذا النهر اليائس ننتظر لذّة الكتابة ولحظة عبور الجثّة

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
لوحة لزينة عاصي.
لوحة لزينة عاصي.
A+ A-
يريد الفيلسوف أنْ تشفيه الفلسفة، لكنّ الفلسفة هل تشفي؟ الكاتب أيضًا، والموسيقيّ، والسينمائيّ، والمسرحيّ، والرسّام، والمفكّر، والمثقّف، وسواهم، يريدون أنْ يتحايلوا على عطب الوجود، وأنْ يتغلّبوا عليه، فهل يستطيعون؟أفكّر في هؤلاء، عندما لا يعود أحدهم قادرًا أنْ يرفع حجرًا عن قبر قلبه، ولا أنْ يطلب من تفكيره أنْ يهدّئ الروع قليلًا، ولا أنْ يمسح ليلًا عن نهار عينيه، ماذا يكون في مقدور الأدب (والمواهب جميعها) أنْ يقدّم إلى صاحبه غير لذّة الأدب، وعبقريّة كونه أدبًا عظيمًا؟!أخشى أنْ أقول: لا شيء. لا شيء. لوحة لزينة عاصي الكاتب عندما يؤوب من وهم (خلاص) الكتابة، ويخرج من غلافها الحامي، ليعود إلى "الأرض"، إلى الواقع، إلى الحياة، إلى جهنّم العيش الشخصيّ، وجحيم العيش مطلقًا، كيف سيدير خرابه (خلاصه)، وبأيّ حيلةٍ يتعايش مع ذاته، وهو ماثلٌ أمام هشاشتها الراعبة، وبين براثن العالم الوحش؟يريد أنّ يشفيه الأدب، لكنّ هل الأدب يشفي حقًّا، ويخلّص، ويحرّر؟سوى أنّه لا يحقّ لأحد أنْ يضع خلاصةً رياضيّة، أي برهانيّة، وعلميّة، مطلقة ومغلقة، في هذا الشأن، لأنّه الكاتب هو نفسه، في برهةٍ قصوى من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم