السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

البازار

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
وسط بيروت (نبيل إسماعيل(.
وسط بيروت (نبيل إسماعيل(.
A+ A-
العام 1975 أصدر الرحالة الأميركي بول تيرو، واحدة من تلك الروائع في أدب السفر والترحّل، بعنوان "البازار الكبير في الترحل بالقطار". امتدت الرحلة على أربعة أشهر، من بلد آسيوي الى آخر، وكان ذلك قبل انتهاء الاتحاد السوفياتي وخروج تلك الجمهوريات من ملحمة التجربة الاشتراكية.ساحراً، ساخراً، وشاعراً، يتنقل تيرو من بلد الى آخر، ومن عالم الى آخر، ولغة، ودين، وطائفة، وثقافة، وتقاليد، وطباع، وخبث، وطيبة، وفلاحين، وأساتذة مدرسة متقاعدين، وألبسة متقشفة، والتقاهم بلغة الايماءات، والحركات، ورفقة الليالي الطويلة في قطار رتيب آمن ودافىء ولذيذ.تبدو كل محطة معرضاً لأنواع البشر. وفي أحدها رجل يقيم فوق مساحة صغيرة، ويعزف البيانو كلما أفاق من قيلولة أخرى. ويعجب المسافرون من مصدر الصوت، ويمضون مسرعين الى وجهة السفر. كم أحببتُ سفر القطار، وثرثرة المسافرين والمسافرات، والمرور سريعاً في محاذاة البيوت والأضواء الناعسة، وجدل رفاق المقصورة بلغات مختلفة وحماسة واحدة. وكنت كلما تعرفتُ الى فرنسية، في رحلة طويلة من الغرب الى الشرق، أسارع فوراً الى الحديث عن "جان - بول سارتر، والبير كامو". ولم أكن أعرف غيرهما. وإلّا أضفتهما الى لائحة المعرفة والافتخار. حتى صوت موظف الجوازات الألماني، عند الحدود مع فرنسا، كان مقبولاً. أو شكل الضابط الضخم على حدود برلين، بين المانيتين ولغة واحدة وعالم متنافر، متآمر، متناقر، خائف وكئيب ومرتعد من ظهور...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم