السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

ليتَ وهيهاتَ وحَبّذا

المصدر: "النهار"
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
مشهد من ساحة الشهداء (حسام شبارو).
مشهد من ساحة الشهداء (حسام شبارو).
A+ A-
السنةُ الجديدةُ تعاقدَت مع الشمسِ ألّا تغيبَ قبلَ طلوعِ القمرِ لئلّا تَدْهـمَها الظُلمةُ ويَعبِثَ بها أهْلُ الظلامِ قبل أنْ يَرحلوا. مِثْلُنا، سنةُ 2022 تَخشى ما يَنتظرُها. اسْتَجارَت بكَوكبِ الأرضِ أن يُبطئَ دوَرانَه حولَ الشمسِ لتُبعِدَ عنها كأسَ الحلول. لكنَّ ما كتبَه الزمانُ لا يُلغيه المكان. تُطِلُّ السنةُ الميلاديّةُ مُضطَرِبةً وحَذِرةً ومشغولةَ البال. يومٌ إلى الأمام وعشرةُ أيَّامٍ إلى الوراء. السنواتُ الثلاثُ الماضيةُ أخْبرَتها عمَا حلَّ بها في لبنان وبلبنان. حَكَت لها معاناتَها علّها تُجنِّبُها قدَرًا مماثِلًا، ونَصَحْتها بأنْ تَتغلّبَ على اضطرابِها وتُقْدِمَ وتَتقدّمَ بخَطواتٍ عسكريّةٍ مُهابَةٍ لأنَّ الدَعَساتِ الناعمةَ عديمةُ التأثير. هَـمُّ 2022 أن تؤثِّرَ هي في لبنان وتَبعَثَ فيه الحياة، لا أن يُؤثِّرَ هو فيها ويُعطّلَ فعلَ مجيئِها ومفعولَه. قيمةُ الزمنِ بحَدَثِه الجديد لا بحُدوثِه الروتينيّ. قد يكونُ رهانُ السنةِ الجديدةِ واقعيًّا إذا حَصَلت خِلالَـها الانتخاباتُ النيابيّةُ والشعبُ يُعوِّلُ عليها لإحداثِ تغييرٍ نوعيٍّ وكَمّيٍ في الطبقةِ السياسيّةِ، والانتخاباتُ الرئاسيّةُ والشعبُ يتوقّعُ أن تأتيَه برئيسٍ جديدٍ اسمًا ونهجًا وخِيارات. رهاناتُ السنواتِ علينا ورهانُنا عليها عادةٌ سنويّةٌ مَجازيّة. السنواتُ حالةٌ زمنيّةٌ افتراضيّةٌ يَقتصِرُ نفوذُها على تغييرِ الطبيعة، بينما الشعوبُ حالةٌ إنسانيّةٌ حقيقيّةٌ تَصنعُ، عبرَ السنواتِ، التغييرَ في المجتمعات. كلُّ سنةٍ تكونُ سنةَ خيرٍ إذا مَلأَ الإنسانُ، مسؤولًا أو مواطنًا، فصولَها أعمالَ خيرٍ وإنماءٍ وإنجازاتٍ لا أخطاءَ وذنوبًا. كان يُمكن لسنواتِ 2019 و2020 و2021 أن تكونَ أجملَ سنواتِ لبنان لو قُيِّضَتْ للبنانَ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم