هل يُنهي يمين إسرائيل المتطرّف قضيّة فلسطين؟

اعتقدت إسرائيل منذ سنوات طويلة أن عملية السلام الهادفة الى التوافق مع الفلسطينيين على تنفيذ حل الدولتين الذي يُنهي صراعها المزمن معهم قد انتهت الى فشل صارخ رغم عدم تجرّؤ طرفيها أي هي والسلطة الوطنية الفلسطينية على إعلان وفاتها من جرّاء تمسّك الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بها بغربه وشرقه. ويعزو متابعون لهذه القضية المزمنة أن أبرز أسباب الوفاة رفض إسرائيل أي تسوية يقبلها الفلسطينيون وإن تضمّنت الحد الأدنى من حقوقهم التي اعترفت بها الأمم المتحدة من زمان والمجتمع الدولي كله وامتناع الإدارات الأميركية التي أعقبت انتهاء إدارة الرئيس جورج بوش الأب بعد إطلاقه عملية السلام من مدريد عام 1991 ليس عن بذل الجهود اللازمة لإقناع إسرائيل والفلسطينيين بالتفاوض بل عن ممارسة الضغوط اللازمة عليها كي تتخلى عن رفضها الدولة المستقلة الى جانبها وعن قرارها ضمّ الضفة الغربية بعد توسيع حركة الاستيطان فيها، وعن تمسّكها بالقدس عاصمة أبدية لها ورفضها أيّ اشتراك فلسطيني وإن رمزياً في إدارة هذه المدينة المقدّسة التي يعتبرها الفلسطينيون بدورهم عاصمةً لهم. ومحاولة إسرائيل وبعض الغرب تحميل منظمة التحرير وعمودها الفقري "فتح" ووريثتهما السلطة الوطنية الفلسطينية مسؤولية فشل عملية السلام من جرّاء التمسّك بعودة اللاجئين الذين هجّرتهم إسرائيل بالقوة من أرضهم عام 1948...