الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

النظام العالمي ينقلب

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
اقتحام الجيش الإسرائيلي لمستشفى الشفاء في قطاع غزّة (أ ف ب).
اقتحام الجيش الإسرائيلي لمستشفى الشفاء في قطاع غزّة (أ ف ب).
A+ A-
كلما اشتدت المصائب على الانسان كلما تقبّل عبثية اليأس. وإذ تبلغ المحن البشرية ذروتها، يعمّ اليأس الجماعي، وتسلك الجماهير سلوك الأفراد، وتبتعد الحقائق كلما ازداد وضوحها، فيلجأ الضعفاء إلى الخرافة والأسطورة والغيبوبات الفكرية. وتنطبق هذه الحالة على الظالم، كما تنطبق على المظلوم. وقد رأينا بنيامين نتنياهو، يستعيد نبوءات اشعيا، وهو يشكو أهل غزة ويبرر لنفسه إحراق المدينة في مزيج من نيرون، وهولاكو، وهاري ترومان. ولم يكتفِ كثيرون باستعادة التوراة وأنبيائها المحاطين بالموت والإبادة والحصار وأبواق أريحا. ولشدة فظاعتها لم تعد الحقائق تكفي أحداً، وضاع الإنسان في أزقّة غزة، وشوارعها المنهالة عليها الصواريخ والقنابل والمدافع، ولياقات خليفة شارون في وزارة الدفاع الاسرائيلية، الذي قال إن أهالي غزة مجرد "حيوانات بشرية"، ثم تراجع معتذرا ومحددا أنهم مجرد "حيوانات"، أي لا علاقة لهم بالبشر.طوال هذا النزاع بين الحركة الصهيونية والعجز العربي الممتلىء جهلاً وخرافة، لم يستخدم الفريقان سلاح الخرافة. ولم يتدخل "يشوع بن نون" مرة أخرى ليوقف الشمس بذراعه، لأن علماء اسرائيل أثبتوا ما أُحرق من أجله غاليليو، من دوران الشمس على نفسها "زواج القمر والاحتفال بعرسه"، أو غيرها من ترسّبات العقود الماضية عند البشر. كانت غزة في الأسابيع الماضية تشبه القيامة. أو أكثر. ومن حولها عالم سفيه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم