الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اثيوبية الطُّرُقات

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
داليا احمد
داليا احمد
A+ A-
"عقل المتعصب كحدقة العين، كلما تعرّضت لمزيد من النور، زاد انقباضها"-اوليفر وندل هولمزطلب إليَّ الزميل أنطوان سعد أن أكون البادىء في سلسلة محاضرات بعنوان "جيل الندوة اللبنانية". أي ليس الجيل المؤسس، من روّاد الفكر والحرية والثقافة الكبرى وقيم الإنسان، وإنما الجيل التالي، الذي كان يذهب الى "دار الندوة" بسيطاً ومتحمساً، لكي يفاخر ذات يوم بأنه كان يصغي مرة في الاسبوع، على نحو طقوسي، وفي شغف، الى رجال مثل كمال جنبلاط، وتقيّ الدين الصلح، وصائب سلام، وغسان تويني، وشارل مالك، ويوحنا مارون، وفؤاد عمّون، وشولوخوف (هادئاً ينساب نهر الدون)، وناظم حكمت، والأب بيار، وصلاح حيدر، وسلسلة طويلة مذهَّبة من اهل الفكر. في تلك السلسلة النادرة في العالم العربي، برز اسمان بين أهل الإنسانية، ليس كمحاضرَين أو مفكّرَين، بل كقائدَين من قادة التحرر في العالم الثالث: الامام موسى الصدر، مؤسس "حركة المحرومين"، والرئيس السنغالي ليوبولد سدار سنغور، شاعر الزنوجة وقمر القارة السمراء.لقيَ سنغور ما يلقاه في باريس أو الداهومي. رفاق في قضيته، وزملاء في علو ثقافته وآدابه، وحماسيون صادقون لقضيته، التي كانت آنذاك أهمّ وأصدق وأعمق قضايا التاريخ. المرحلة الأخيرة في إعتاق عبيد الرجل الأبيض. كانت العنصرية تلفظ أنفاسها الكريهة، في آخر معاقلها.لعبت الديبلوماسية اللبنانية والصحافة دوراً يتجاوز بكثير حجم لبنان، في الحرب على العنصرية، واحتل لبنان مكاناً مرموقاً في التكتل الآسيوي الافريقي وكتلة عدم الانحياز، وسائر التجمعات القائمة آنذاك. وكان لبنان يعامل احداث التحرر وكأنها وقعت في بيروت: اغتيال مارتن لوثر كينغ،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم