الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الرمان من السنديان

المصدر: "النهار"
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
من زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان. (أ ف ب).
من زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان. (أ ف ب).
A+ A-
 لست من المتحمسين للمقارنة بيننا وبين الآخرين مع أنني ارتكبت ذلك كثيراً. فعندما يحدث لنا حدثٌ مالي نستلّ سويسرا من بحيرة الليمان لنضعها في نهر الكلب. وإذا طالت أزمة سياسية تدافع كتّابنا، العارفون منهم وكفّ العدس، إلى الحديث عن الجمهورية الثالثة والرابعة والخامسة، كأن أخلاق رينه كوتي أو عظمة شارل ديغول، مشعّة في الحارة التحتا، أو على درج العكاوي. سبب ذلك أن كثيرين قرأوا، أو درسوا التاريخ والآداب الفرنسية وعرفوا التفاعل بين البلدين، عشقاً وعِقَداً أو رفضاً، فبسطوا على العلاقة بساط "السان فاسون"، وفقدت المقارنات منطقها على طريقة الديناصور الذي قيل إنه انقرض قبل 165 مليون عام، بعدما كبر جسمه وظل رأسه صغيراً إلى درجة تفجرت معها النسبية وصاحبها. لم يحدث هذا الاصطدام بين لبنان وفرنسا فقط. حصل على تلقائية مَرَضيِّة بين دول الانتداب والدول الناشئة في بقاع كثيرة. في افريقيا الوسطى عيَّن جان بيدل بوكاسا نفسه امبراطوراً بعدما كان مؤهلاً في "الفرقة الأجنبية"، والمؤهل عيدي امين في اوغندا عيَّن نفسه ملك اسكوتلندا.  والمؤهل جوزف موبوتو في الكونغو،  ليوبولدفيل، اعلن نفسه الامبراطور سيسي سيكو. مبروك. لكن الخلل لا يدوم. الأربعة انتهوا في مهزلة، في تاريخ التهريج والدماء. وعذراً من العودة إلى ابن خلدون في ان المغلوب يقلّد الغالب. عيدي امين يقلد الانكليز، وموبوتو يقلد البلجيكيين، وبوكاسا الفرنسيين. كانت علاقتنا مع فرنسا معقّدة. منا ايضاً من قلّد مفكّريها وجامعاتها ورامبو. وبعض سيداتنا دخلن صالات الجمال قبل سيدات فرساي. لم يكن كل التقليد مضحكاً أو مقززاً. بعضه كان تلقائياً وجميلاً. الشاعر موريس عواد كان طباخاً، وترجم اصعب واجمل عمل  فرنسي: "الأمير الصغير". وهو عمل لم يقربه ويجرؤ عليه من قبل سوى يوسف غصوب. كما لم يجرؤ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم