إنّ حلول الروح القدس على التلاميذ الذي نحتفل به كلّ سنة في عيد العنصرة يذكّرنا بسر "الميرون" أو "التثبيت"، الذي يناله المسيحيّ بعد المعموديّة. المعموديّة والميرون هما سرّان مرتبطان أحدهما بالآخر. ففي سرّ المعموديّة يلبس الإنسان المسيح، أي إنّه يحصل على حياة جديدة من خلال اتّحاده بموت المسيح وقيامته، وفي سر الميرون ينال "ختم موهبة الروح القدس"، إي إنّه يحصل على قدرة الروح القدس، ليعمل أعمالاً تتلاءم مع الحياة الجديدة التي نالها بالمعموديّة. فالمعموديّة تجدّد كيان الإنسان، والميرون يجدّد أعماله. ويبقى المسيحيّ طوال حياته ملتزمًا بهذا الارتباط بين حياته الجديدة والأعمال التي ينبغي أن تكون مطابقةً مع تلك الحياة الجديدة. فحياته لا يمكن من بعدُ أن تكون مستعبَدةً لشهوات الجسد. وهذا ما يعنيه بولس الرسول عندما يقول: "اسلكوا بالروح ولا تقضوا شهوةَ الجسد: فإنّ الجسد يشتهي ضدّ الروح، والروحَ ضدّ الجسد؛ فكلاهما يقاوم الآخر حتّى إنّكم لا...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول