السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

لبنان عشيّة اليوم العالميّ للشعر: ويلٌ للحياة عندما لا تُعاش شعريًّا وعندما "تتحرّر" من جحيم الشعر!

المصدر: النهار
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
A+ A-
 الحادي والعشرون من آذار هو اليوم العالميّ للشعر. أنظر إلى لبنان عشيّةَ هذه المناسبة، فلا أرى إلّا الخراب. لا أعرف كيف يعيش الآخرون حيواتهم مع الشعر. كلّ ما أعرفه عن نفسي، أنّي لا أستطيع أنْ أعيش بدون شعر. لكن من واجبي، للأمانة، وعلى سبيل الدقّة، ولكي لا أقع في المغالاة، أنْ أوضح أنّي لا أعيش بالشعر حصرًا، لكن يستحيل عليَّ أنْ أعيش بدونه. لتوضيح هذه المعادلة أقول إنّ حالي مع الشعر، كحالي مع الهواء. الهواء لا يكفيني لكي أعيش، لكنّي لا أستطيع أنْ أعيش بدون هواء.  في حالٍ كهذه، أكون كغصنٍ مقطوعٍ من شجرة. بل أكون كمثل جثّة. بل كمثل صحراء. بل كمثل العدم. «أنتي» (ضدّ) عيش. «أنتي» حياة. يمكنني، بكلّ ثقة، وبكلّ أريحيّة، أنْ أضع في مرتبة الشعر والهواء، عدم قدرتي على العيش بدون حبّ (أقصد: بدون المرأة). يجب أنْ أقصد أيضًا: عدم القدرة على العيش، خلوًا من حالة الحبّ. هذا المنطق الوجوديّ، منطق العيش هذا، ليس ناجمًا في الأساس عن فعلٍ قصديٍّ، واعٍ، عندي. إنّه طبعٌ. وبالطبع. إنّه طبيعةٌ. وبالطبيعة. إنّه بداهةٌ. وبالبداهة. وربّما هو يندرج أصلًا، في النسيج الجينيّ لكينونتي، ليصير في ما بعد، وبالمراس اليوميّ، الحسّيّ والروحيّ، صحبةً. مرافقةً. بل حالةً. بل عيشًا. بل حياةً. بل الحياة. وهذا مَن هو أنا. وهذا ما أنا عليه. قد يتخلّى عنّي الشعر، وقد ينبذني، لكن يصعب عليَّ جدًّا – بل يستحيل – أنْ أتخلّى عنه، أو أنْ أنبذه. أو حتّى أنْ أضجر منه. هل مَن يضجر من الهواء؟! ولن أسأل: هل من رجلٍ يضجر من الحبّ، من المرأة؟ لأنّ ذلك يقع في دائرة الممكن، بل أكيد. لكنّي، أنا نفسي، لا أضجر. من المستحيل أنْ أضجر من الحبّ، لأنّ هذا الشعور يندرج عندي في جوهر العيش وفي السبب شبه المطلق للحياة. يشرّفني أنْ أعترف بالآتي: إنّه لمن المؤلم جدًّا أنْ يكون المرء شاعرًا. بل هذا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم