الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

دراسة للمدارس الكاثوليكية: القسط العادل 10 ملايين... الرهبانيات والابرشيات لا تلتزمها لمساعدة اللبنانيين

المصدر: "النهار"
غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
Bookmark
تلامذة على مقاعد الدراسة (حسام شبارو).
تلامذة على مقاعد الدراسة (حسام شبارو).
A+ A-
طلبت مدرسة البعثة العلمانية الفرنسية من أهالي التلامذة أن تسدد كل عائلة مبلغ 600 دولار نقداً لدعم صندوق الاعانات من دون ان يكون الأمر ملزماً، تقديراً منها أن عائلات تلامذتها هي الأقدر مالياً، وهو أمر افتراضي إذ لا يجوز التعميم. مدرسة أخرى في المتن الشمالي طلبت من الأهالي دفع 200 دولار نقداً عن كل تلميذ لدعم صندوق المدرسة، فيما لم تتجاوز الزيادات على الاقساط، المنخفضة اصلاً، في مدارس إرسالية مناطقية مبلغ الـ 500 ألف ليرة كما فعلت راهبات القلبين الأقدسين في مشغرة تحسساً من إدارة المدرسة والرئاسة العامة للرهبانية بوضع الاهالي المتردي مالياً، علما أن الاقساط المحددة بما يقل عن أربعة ملايين ليرة لا تكفي للتشغيل ودفع الرواتب والصيانة.  تنطلق من هنا وهناك حملات على المدارس بشكل عام، من دون تمييز بين الغثّ والسمين، كأن ضرْب القطاع التربوي هدفٌ في ذاته، للإجهاز على ما تبقّى من مقومات لبنان التي لطالما ميّزته. فالقطاع الصحي الاستشفائي تراجع إلى حد كبير، والسياحة في موت سريري. يبقى القطاع التربوي الذي نال نصيبه من جائحة كورونا، والازمة المالية، وتفجير مرفأ بيروت، وهو يترنح. ولعل المدارس الكاثوليكية، ومعها المقاصد والعرفان والمبرّات في طليعة الاستهداف لانها، خصوصا المسيحية، هي التي تحافظ على التعدد والتنوع وتعبّر عن وجه لبنان الميثاقي والحواري. وربما هذا اللبنان مستهدف في كل مقوماته.  وينقاد اهالي التلامذة إلى تلك الحملات من دون تخطيط مسبق لظنّهم، متأثرين بالحملات، بأن المدارس تحولت مغارة لصوص يديرها فاسدون وسارقون، مما يستدعي سؤالاً وجيهاً للأهل: كيف تؤمّنون أناساً بلا أخلاق على أولادكم؟ ألم تختاروا المدرسة هذه او تلك لسمعتها الجيدة ومستواها الرفيع؟ وإذا صرتم على اقتناع بالتحول مغارة لصوص فكيف تضحّون بأولادكم ولا تحملونهم إلى مدرسة اجواؤها صحية أكثر؟ هذه الاسئلة لا يجيب عنها ذوو التلامذة لاقتناعهم الضمني بأن المدارس التي اختاروها لاولادهم تتمتع بالجودة على كل المستويات وإنْ خضعت لهنّات ووقعت في اخطاء.  صدق القول اللبناني ان الفقر يولّد الكفر والجهل، والقلّة تولّد النقار (الخلاف)، لأن أهالي التلامذة لا يسألون عن الأقساط والزيادات إذا ما توافرت لهم الإمكانات المالية، خصوصاً أنهم اختاروا مدارس خاصة يعلمون سلفاً أنها، وإنْ كانت رسالية، فإنها غير مجانية، وتفرض أقساطاً تراوح ما بين المنخفض أو الوسط أو المرتفع، في مقابل توفيرالتعليم الجيد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم