الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أحبّ الكرة أحبّ لعبة الفوتبول لكنّ لعبة الغرائز والعنصريّات لا

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
الطابة ليست عرقيّة ولا عنصريّة، لوحة لمنصور الهبر.
الطابة ليست عرقيّة ولا عنصريّة، لوحة لمنصور الهبر.
A+ A-
على هامش ما يجري فوق ملاعب كأس العالم في كرة القدم من "حروب"، أحبّ أنْ أعبّر عن كرهي للحروب مطلقًا، كيفما دارت وتقلّبت، مندّدًا بمُشعِليها والمشتعلين بها، وبالمحاربين والمتورّطين والموّرِطين والمستدرِجين والمستدرَجين، محتقرًا إيّاهم، ماقتًا، وهاجيًا، وهلمّ. لا تنقصنا الحروب نحن اللبنانيّين (والعرب) لكي ننخرط في حروبٍ، من نوع حروب الكرة بين جماهير البرازيل وألمانيا والأرجنتين وكرواتيا وانكلترا والبرتغال، أو بين جماهير فرنسا وبلجيكا وتونس والمغرب وأفريقيا وإيران والولايات المتّحدة، وهلمّ. أكانت هذه الحروب تستعر فوق أرضنا الخراب، أو في نواحي المعمورة. أكتب هذا النصّ، تعبيرًا عن حبّي للعبة كرة القدم، وعن رفضي تحويلها إلى لعبة غرائز وعنصريّات.أحبّ الكرة، أحبّ لعبة الفوتبول، لكنّي لا أحبّ الغرائز الجماهيريّة والفرديّة المرتبطة بها، بل استهولها، وأخاف منها، لأنّها تردّ الكائن (البشريّ؟!) إلى الحيوانيّة، إلى الاحتشاد القطيعيّ، أكان احتشادًا عرقيًّا، أم عنصريًّا، مذهبيًّا، دينيًّا، سياسيًّا، فئويًّا، طبقيًّا، جهويًّا، شرقيًّا، غربيًّا، شماليًّا، جنوبيًّا، أفريقيًّا، عربيًّا، أوروبيًّا، لاتينيًّا، أم سوى ذلك من تحشيدات تشدّ الإنسان إلى القعر، إلى الدرْك الأسفل، إلى البهيميّة النتنة، وتضع الكوكب الأرضي في أتونٍ مضافٍ من "الحروب" الغبيّة و"الذكيّة" التي تولم نيرانها حيثما كان وأينما كان، من أجل حفنةٍ من الصغائر والكيديّات والأضغاث والمطامع والمطامح والأوهام. أحبّ الكرة، أحبّ لعبة الفوتبول، لكنّي لا أحبّ هذا "القتل العمد" للأوهام الجميلة. هل يجب أنْ نورّط اللعبة الطيّبة اللذيذة في متاهات...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم