مصر و"الجامعة" واحد والوسيط الناجح لا يكون طرفاً!

يعتقد المصدر السياسي المطلع نفسه والواسع الاتصالات مع معظم الجهات السياسية في البلاد أن أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كان أكثر تيقظاً في الموضوع اللبناني من وزارة الخارجية المصرية وشاغلها سامح شكري. إذ أنه زوّد موفده الى بيروت التي وصل إليها بعد انتهاء زيارة شكري بتعليمات تقضي بلقاء أطراف الصراع الدائر في لبنان للاطلاع منهم على المراحل التي قطعها تأليف الحكومة، وعلى أسباب تعذّر النجاح في تذليل العقبات والعقد التي حالت دون ذلك رغم انقضاء أشهر عدة على تكليف مجلس النواب عبر رئيس الجمهورية الرئيس سعد الحريري القيام بهذه المهمة. يستغرب المصدر نفسه اختلاف موقف "الجامعة" عن موقف مصر الدولة. ذلك أنها كانت تراعي دولة مقرها في كل المجالات والموضوعات والأزمات الى درجة جعلت أكثر من دولة عربية تغضب من "التماهي" غير المقبول بين "الجامعة" ومصر رغم اعتراف الجميع بأنها الأكبر والأكثر رشداً وقدرة والقائد. فهل تشاور أبو الغيط مع الحكومة المصرية وحصل على مباركتها لتميّز موقف "الجامعة" التوسّط في الموضوع اللبناني عن موقفها؟ الحقيقة لا جواب محدّد عن ذلك. لكن في النهاية لم تختلف نتائج توسّط الدولة المصرية بين اللبنانيين عن نتائج توسّط جامعة الدول العربية. علماً أن ممثلها حسام زكي أجرى الاتصالات اللازمة في بيروت مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل مباشرة أو بواسطة مكتبه لتحديد موعد لاجتماع بينهما. كان الجواب أنه مقيم في منزله الصيفي...