الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عيش السرايا

المصدر: النهار
سمير عطالله
سمير عطالله
Bookmark
"اليوم أنا قادم من بيروت، التي فَجّر ميناءها مزيجٌ من اللؤم والجهل والغطرسة" (تعبيرية - تصوير نبيل اسماعيل).
"اليوم أنا قادم من بيروت، التي فَجّر ميناءها مزيجٌ من اللؤم والجهل والغطرسة" (تعبيرية - تصوير نبيل اسماعيل).
A+ A-
"عندما نتحدث عن بناء الوطن، فذلك ليس من باب الشعارات الفارغة من المضمون، فبناء الوطن أول ما يكون باحترام الدستور والميثاق والقوانين والمشاركة المضمونة والمتوازنة لكافة الطوائف دون كيدية أو عزل أو قهر"الجنرال عون 17/10/2016 جاءت ليلى النعماني من بيروت الى جدّة العام 1958 عروساً للشاب السعودي علي رضا. كانت خريجة كلية بيروت للبنات، ومن عائلة مسلمة حريصة على العلم، نساءً ورجالاً. تركت خلفها مدينة مُنارة بأضواء الشرق لتجد في المدينة السعودية الثانية بلدة صغيرة معتمة وبلا طرقات وبيوتها من طوب، ميناؤها مليء بالشُّعب المرجانية، لا تُبحر فيه ولا ترسو سوى السفن الصغيرة، بإدارة رجل واحد هو "الكابتن". أصدرت ليلى النعماني عن تجربة السنوات الأولى في جدّة كتاباً ممتعاً (دار الانتشار) بعنوان "جدّة الزمن الجميل"، مليئاً بالصور والذكريات والحنين الى ايام كانت مدينتها الجديدة تدخل الزمان الجديد: بضع سيارات كاديلاك، حمراء، ولا هواتف ولا بريد، إلا ما حمله القادمون من عند الأهل باليد. قرأتُ "جدّة التي أحببتها" وأنا أتذكّر جدة التي عرفتها العام 1965. كان قد صار فيها آنذاك، فندق واحد من ثلاث أو أربع نجوم، وقد جاءها جمال عبد الناصر يوقّع اتفاق اليمن، وتدافع الصحافيون من كل مكان، واللبنانيون منّا كانوا سليم نصار وفؤاد مطر ومحبّركم المخلص، والراحل فريد أبو شهلا. لم تكن رحلة عبد الناصر على متن "المحروسة" الى ميناء جدّة، سهلة أو ممتعة. فالزعيم العربي كان قادماً لتوقيع تسوية مع الملك فيصل ليس فيها نصر لأحد. غير ان الشعور السائد في العالم العربي، كان مدركاً...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم