في أواسِط الثمانينات كنتُ قد بدأتُ أُغازِل الثلاثين. سَبَقَ وأن غازلتُ عِشرِيّتَين قبلَها توسّمتُ فيهِما خيرًا بالرغم مِن نشأتي اليَتيمَة ومِن تبدّلِ الأَحوال. عندَما يلملِمُ الأبُ أشياءَهُ الأرضيَّة ويستقلّ مركَبَةَ الرّحيل المبكِر يَفتَقِدُ الأبناءُ الإحتياطي من المعنويّات التي يزخّرها والِدُهُم لَهم ليواجهوا صلافَة الدّنيا.في الثامنة والعشرين كنتُ قد بدّلتُ ثلاث سيارات مستعملَة. غالباً ما كانت سيارتي الثالثة تخونني في أسوأ الأوقات والأماكِن. معظَم الأحيان بسب ثقتي المفرطة بإحتياطي الوقود فيها. تخنِّق قليلاً وسط الأوتوستراد فأعالجها بالركون الفوري. أذكر على سيرَة هذه الرينو 18 أنها افتقدت ذاتَ ليلَةٍ ليلاء رادياتوراً بأكملِهِ. نَشَلَهُ إبن أوادِم مستغلاً ركونَها في مرآب مسرح جورج الخامس في منطقة أدونيس الكسروانيَّة حيث كنتُ أتمتَّع بمشاهدة...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول