الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

رحل الإمام قبلان "مفتي الفقراء" ومبلسم جروح المكلومين

المصدر: النهار
ابراهيم بيرم
ابراهيم بيرم
Bookmark
نعش الإمام في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى (حسن عسل).
نعش الإمام في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى (حسن عسل).
A+ A-
على مسافة وقت غير طويل من "انتفاضة السادس من شباط" التي قادتها حركة "أمل" عام 1984 وهي في ذروة صعودها السياسي، وهي الانتفاضة التي وإنْ يتحسس من ذكرها البعض، إلا أنها خلخلت في حينه أسس معادلة متينة وأرست في المقابل مداميك معادلة مختلفة، خرج الإمام الراحل بالأمس الشيخ عبد الامير قبلان عن وتيرة هدوئه وخطابه المتصالح ليطلق مقولة ما زالت إلى اليوم نصا مرجعيا يستعاد بين فينة واخرى: "لقد خرج الشيعة اليوم من القمقم ولن يعودوا إليه اطلاقا بعد اليوم".كان أمرا لافتا ان يأتي هذا الاستشراف المبكر من شخصية دينية بمواصفات شخصية الإمام قبلان في ذلك التوقيت وما واكبه من تطورات وتحولات بنيوية. فالرجل سليل احدى العائلات الدينية الشيعية التي نذرت نفسها والعشرات من ابنائها لتتوارث حمل لواء العقيدة كابرا عن كابر مصداقا لنظرية "اقتفاء الاثر" التي أطلقها المفكر الإشكالي وضاح شرارة يوم أراد أن ينعى نمطا فكريا عملت بهديه الامامية منذ قرون وولّت بفعل المشروع الايراني الذي أراد توسيع أبواب العلم وجعله أكثر شيوعا.لم يعد جديدا الاستنتاج الآن ان الشيخ قبلان في اواسط عقد الثمانينات والتحولات، أراد ان يعبّر بطريقته عن عمق التحول الجذري في البنية السياسية اللبنانية، وتحديدا حين قررت حركة "امل" التي ملأت الفراغ بعد انزياح "الحركة الوطنية" ان تواجه حكم الرئيس امين الجميل، فنجحت خلال ساعات في السيطرة على "بيروت الغربية" فاتحة لعصر سياسي مختلف ينطوي على مؤشرين: الاول بداية تراجع قبضة الحكم الكتائبي، والثاني بداية نهوض الشيعية السياسية واقتحامها بشراسة مواقع السلطة ومفاصل الحكم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم