مرشحون غير سياسيين للرئاسة على طريق دمشق
05-09-2022 | 00:25
المصدر: "النهار"
لا يغيّر الله بقومٍ حتى يغيّرو ما بأنفسهم. ينطبق هذا القول مئة في المئة على اللبنانيين. فهم يمضون الساعات بل الأيام وأكثر منها وهم يشتكون من الأوضاع الصعبة التي فيها يعيشون، ثم يحمّلون غيرهم مسؤولية التسبّب بها سواء من مواطنيهم أو من دول شقيقة لهم سواء كانت مجاورة لبلادهم أم بعيدة عنها جغرافياً. لا يترك هؤلاء محطة تلفزيونية تعتب عليهم ولا صحيفة ورقية ولا يوفّرون حتى وسائل التواصل الاجتماعي رغم أن معظمها توزّع على طوائف البلاد ومذاهبها وأحزابها وزعاماتها. فبعضهم صار ضيفاً أسبوعياً عليها وأحياناً ضيفاً لأكثر من مرة في الأسبوع. والهدف معروف وهو ليس لفت أنظار اللبنانيين لكفاءاته وعلاقاته وخبرته السياسية فقط بل أيضاً للفت أنظار الناخبين المحليين الكبار لرئيس الجمهورية ولا سيما بعدما صارت ولاية الرئيس الحالي قاب قوسين أو أدنى من نهايتها. علماً أن الناخبين الكبار المحليين والإقليميين والدوليين بدأوا يستعدون لاختيار خلفٍ له من الطامحين المؤهّلين لهذا الموقع وغير المؤهّلين وما أكثرهم. المضحك المبكي في هذه المسرحية التراجيدية والكوميدية في آن هو أن المواطن اللبناني لا يسمع من هؤلاء الطامحين الى التربّع على كرسي بعبدا سوى الانتقاد حيناً والكلام المعسول حيناً آخر والوعظ والإرشاد حيناً ثالثاً وتحميل مسؤولية الأوضاع الشاذة للجميع ولكن من دون تسمية أحدٌ منهم ومع تجنّب التطرق الى الأسباب الفعلية الداخلية والخارجية لإنهيار لبنان وتحوّله دولةً فاشلة...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول