الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ليَكن أوّلُ أيلول عيداً وطنيّاً

المصدر: "النهار"
سجعان قزي
سجعان قزي
Bookmark
لبنانيون يلوّحون بالعلم اللبناني (تعبيرية- نبيل إسماعيل).
لبنانيون يلوّحون بالعلم اللبناني (تعبيرية- نبيل إسماعيل).
A+ A-
المكوّناتُ اللبنانيّةُ ترفضُ المسَّ بلبنانَ الكبير، وإذا أحدٌ نَفَضَ عنه الغُبارَ اتَّهمَته بالتقسيم. لكنَّ تصرفاتِ هذه المكوّنات، بالمقابل، جَعلت لبنانَ رَمادًا حتى بات غيرَ قابلٍ للوِحدةِ ولا للتقسيم. السلامُ فيه موقِفُ لحظة، والحربُ موعدٌ رابِض. الأخطرُ من أن يكونَ لبنانُ جُزءًا من قوميّةٍ أخْرى، هو أن يكونَ جُزءًا من مشروعٍ آخَر. لم تَحصُل حروبٌ قوميّةٌ في العالمِ العربيّ، لكنَّ صِراعَ المشاريعِ فَجَّر حروبًا مُستدامَة. التعصُّبُ الدينيُّ أقوى من الشعورِ القوميّ، والجَهالةُ أقوى من الاثنين. الصراعُ الحقيقيُّ في الشرقِ ليس بين الدينِ والعَلْمنة، بل بين الدينِ والتطرّفِ الدينيّ.هناك مكوِّناتٌ تريد لبنانَ الكبير أرضًا شاغِرةً لمشاريعِها، ومن دونِ دولةٍ ونظامٍ ودستورٍ وقانون. تُفضِّلُه مساحةً تُفرَزُ عَقاريًّا لا وطنًا يُضَمُّ وِجدانيًّا. لا وِجدانَ من دونِ ولاءٍ. ولا ولاءَ من دونِ إيمان. هناك فارقٌ كبيرٌ بين الاعترافِ بلبنان والإيمانِ به. الاعترافُ هو أخذُ علمٍ بوجودِ لبنان، بينما الإيمانُ هو أخذُ لبنان بجوهرِه وهويّتِه ونظامِه وقيمِه ورسالتِه. معيارُ الولاءِ للبنان هو بما يُمثِّلُ بحدِّ ذاتِه لا بما نَـــتَمثّــلُ فيه. الحالةُ الأولى إيمانٌ مُطلقٌ، والحالةُ الأُخرى حسابُ ربحٍ وخِسارة. وهذه حالُنا.دافَعنا جميعًا عن لبنان بمِقدارِ ما نحن موجودون فيه لا بمقدارِ ما هو موجودٌ فينا. وحين كلُّ مكوِّنٍ لبنانيٍّ بدأ يَشعُر أنَّ لبنانَ هو لمكوِّنٍ آخَر ــــ وهذا منطقٌ تقسيميٌّ وامتلاكيٌّ ــــ لم يَعُد لبنانُ لأحدٍ فتَوزَّعَت المكوّناتُ بقاياه كالغُزاة الّذين يَنهَبون بلدًا لا يَملِكونه ويَضْطَهِدون شعبًا اجتاحوه. أجل، إنَّ اللبنانيّين يَتعرّضون...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم