السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أيّتها النهاياتُ الملوّنة بموتي

نادر القاسم
أيّتها النهاياتُ الملوّنة بموتي
أيّتها النهاياتُ الملوّنة بموتي
A+ A-

أيّتها النهايات الملونة

أستيقظُ كلَّ يوم

كي أرى انهيارَ كلّ شيء

ما إن أفتحَ عيوني

حتى أشاهدَ الضوء َكأنّه بريقُ من مات

أذهب كي أزيحَ الستارة

تلك التي ترتفعُ للأعلى

أسحبُها فتذهبُ معها روحي

كأنّ صياداً هناك يراقبني

وينتظرُ اللحظة الخاطفة

تمرُ سيارةٌ مسرعةٌ

تتناثرُ هي الأخرى نهاية الشارع

هكذا مثل غبارٍ خفيف

قطةُ الجارِ في النافذةِ المقابلةِ تراقبني

لا أحدَ يلفتُ انتباهها غيري

لا تمرّ لحظة حتى تتلاشى بقفزة للخلف

ميتٌ على عددِ الثواني

حتى الساعة التي تذكّرني بالثواني افتقدها

تلك التّكات التي تمثّل تاريخاً كلاسيكياً في الغيابِ

يأتي صوتُ مذيعة الراديو الدانماركي

يأخذني لعالم يغيب هو الآخر بسرعةِ الصوتِ

هل هناك علاقةٌ أبديةْ

بين الصوتِ والضوءِ؟

لطالما حاول أحدهما أن يسبقَ الآخر

هل ترى ذهبت وجوهُ الأصدقاء

ووجوهُ كلّ من أحببت

هل ماتَ كل شيء

بسرعة الصوتِ

بسرعة الضوءِ

أيّتها النهاياتُ الملونة بموتي

أيّتها النهاياتُ الملونة بموتنا

أيّتها النهاياتْ

متى أزورُ الكائناتِ على شكلِّ ذراتٍ دقيقةٍ

وقد حلقتُ في الضوءِ

وينهضُ كائنٌ ما كي يزيحَ ستارةَ موتي

كي يزيحَ صوتي وصورتي

من زمن بعيدٍ وأنا أحلمُ أن أعودَ ذرةً تسبحُ في الفضاءِ

ذرةً بسيطةً جداً تموت في الضوءِ

أزورُ العالمَ كلَّ صباح

وقد متُّ عن سابق إصرار في الضوء الكثير

في الضوءِ الكثير

أيّتها النهايات الملوّنة بموتي

أيّتها النهايات الملوّنة بموتنا

أيّتها النهايات.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم