السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

فيديو وصور- ماي أعلنت استقالتها بعينين دامعتين: أقوم بذلك بامتنان كبير

المصدر: "رويترز- أ ف ب"
فيديو وصور- ماي أعلنت استقالتها بعينين دامعتين: أقوم بذلك بامتنان كبير
فيديو وصور- ماي أعلنت استقالتها بعينين دامعتين: أقوم بذلك بامتنان كبير
A+ A-

أعلنت رئيسة وزراء بريطانيا #تيريزا_ماي اليوم، وهي تحاول أن تحبس دموعها، أنها ستتترك منصبها، لتفتح الباب امام منافسة ستأتي برئيس جديد للوزراء يمكن أن يسعى الى خطة انفصال أكثر حسما عن #الاتحاد_الأوروبي.

وبهذا الاعلان ينتهي عهدها الذي استمر ثلاث سنوات، وخيّمت عليه الأزمات في شكل شبه متواصل على خلفية بريكست. ومن شأن رحيلها ان يزيد عمق أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد، إذ يرجح أن يرغب الزعيم الجديد في انفصال أكثر حسما، وهو ما يزيد احتمالات الصدام مع الاتحاد، وربما إجراء انتخابات برلمانية مبكرة لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

وقالت ماي (62 عاما) التي تحملت أزمات وكبوات خلال جهودها للتوصل إلى اتفاق لخروج يحظى بموافقة البرلمان: "سأترك عما قريب الوظيفة التي كان شغلها أعظم شرف في حياتي... ثاني رئيسة للوزراء، ولكن بالتأكيد ليست الأخيرة".

وأضافت وعيناها تدمعان، قبل أن تستدير سريعا وتعود إلى مكتبها: "أقوم بذلك من دون أي نيات سيئة، بل بامتنان كبير ودائم كونني حظيت بالفرصة لخدمة البلد الذي أحب".

وقالت ماي التي بدا التأثر واضحا على صوتها، إنها ستستقيل في 7 حزيران من زعامة حزب المحافظين، على أن يبدأ التنافس على زعامة الحزب في الأسبوع التالي. وستبقى رئيسة وزراء لتصريف الأعمال، إلى حين انتخاب حزبها بديلا منها.

ويتولى زعيم الحزب المحافظ الحاكم رئاسة الوزراء في شكل تلقائي.

وقالت ماي في تصريحات أدلت بها خارج 10 داونينغ ستريت، حيث بدا عليها التأثّر، إن "عدم قدرتي على إتمام بريكست أمر مؤسف للغاية بالنسبة اليّ، وسيكون كذلك على الدوام".

وأُجبرت ماي التي تولت منصبها كرئيسة للوزراء في أعقاب استفتاء 2016 بشأن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، على الاستقالة بعد خلافات في حكومتها وحزبها المحافظ بشأن طريقة تولّيها ملف انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وستصبح بذلك بين رؤساء الوزراء البريطانيين الذي قضوا أقصر فترات في مناصبهم في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إذ سيتم تذكر حقبتها كإحدى أكثر الفترات فوضوية في تاريخ البلاد السياسي الحديث، وبعدم تمكنها من إتمام بريكست.

ردود فعل اوروبية 

وتوالت ردود الفعل. فأكدت المفوضية الأوروبية أن استقالة ماي "لن تغيّر شيئا" في موقف الدول الـ27 الأعضاء بشأن اتفاق بريكست الذي أبرمته مع التكتل.

من جهتها، أعلنت متحدثة باسم انغيلا ميركل أن المستشارة الالمانية "تحترم" قرار ماي، مؤكدة أن برلين ستواصل "تعاونها الوثيق" مع الحكومة البريطانية.

أما الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فأشاد بـ"العمل الشجاع" الذي قامت به ماي. لكنه دعا إلى "توضيح سريع" لوضع ملف بريكست.

واعتبر الكرملين أن رئاسة ماي للحكومة "كانت فترة صعبة جداً" في العلاقات الثنائية.

ضغوط 

ودُفعت ماي الى إعلان استقالتها بعد لقاء عقدته مع زعيم لجنة الحزب المحافظ المعنية بانتخابات القيادة.

وذكرت في الماضي أنها ستستقيل فور إقرار البرلمان لاتفاق بريكست الذي أبرمته مع الاتحاد الأوروبي وقوبل برفض واسع في بريطانيا. وأطلقت مسعى لم يدم طويلا هذا الأسبوع لإقناع النواب بإقراره في مطلع حزيران/يويو، وهو أمر تأجّل الآن.

ورفض أغلبية النواب اتفاق الانسحاب الذي أبرمته مع قادة الاتحاد الأوروبي العام الماضي ثلاث مرّات، ما شكّل ضربة لماي أضعفتها أكثر في كل مرة.

ومع استقالتها، باتت الطريقة التي ستنسحب بريطانيا عبرها من الاتحاد الأوروبي أكثر ضبابية من أي وقت مضى.

وواجهت ماي ضغوطا متزايدة للاستقالة بعد شهور من الشلل السياسي بشأن بريكست، والذي تفاقم خلال الأسابيع الأخيرة في أعقاب نتائج كارثية حققها حزبها في الانتخابات المحلية التي جرت في 2 أيار.

ويتوقع أن يحقق المحافظون نتائج سيئة مجددا في انتخابات البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع، والتي ستعلن نتائجها في وقت متأخر الأحد.

وقال جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال المعارض، إن على رئيس الوزراء الجديد أن يجري انتخابات برلمانية "ليسمح للشعب بتحديد مستقبل بلدنا".

وتترك ماي وراءها بلدا منقسما بشدة ونخبة سياسية تواجه أزمة تتمثل في موعد الرحيل عن الاتحاد وكيفية إتمام ذلك.

ويريد معظم المرشحين البارزين لخلافتها اتفاق خروج أكثر صرامة، وإن كان الاتحاد الأوروبي قال إنه لن يعيد التفاوض على اتفاق الانسحاب المبرم مع بريطانيا في تشرين الثاني.

ويعتبر بوريس جونسون وجه الحملة الرسمية لانسحاب بريطانيا من الاتحاد في 2016، المرشح الأوفر حظا لخلافة ماي. وقد شكرها لعملها "بجلد".

وجاءت نهاية عهد ماي بعد محاولتها الأخيرة تمرير اتفاقها المرتبط ببريكست والتي شملت منح النواب خيار إجراء استفتاء على الاتفاق.

وأثار التحرّك ردود فعل غاضبة من المحافظين، بينهم أعضاء في الحكومة.

وقال وزير بارز لصحيفة "ذي تايمس": "اعتقدت أنها كانت تستحق فرصة أخيرة. لكنها ألقت بهذه الفرصة".

وبلغت الضغوط ذروتها بعدما استقالت أندريا ليدسوم التي تعد بين أبرز المدافعين عن بريكست في حكومة ماي، من منصبها الأربعاء كوزيرة مكلفة العلاقات مع البرلمان.

واصبحت ليدسوم بذلك الوزير الـ36 الذي يستقيل من حكومة ماي، وهو عدد قياسي في تاريخ بريطانيا الحديث.

وفي رسالة استقالتها، قالت ليدسوم لرئيسة الوزراء إنها لم تعد تعتقد أن نهجها حيال بريكست سيفضي إلى إتمام الأمر الذي قرره البريطانيون في استفتاء 2016.

وذكرت تقارير إعلامية أن عددا من الوزراء البارزين في حكومتها أجروا محادثات "صريحة" مع ماي الخميس.

وتؤذن استقالة ماي ببدء المنافسة على رئاسة الحزب- التي بدأت في شكل غير رسمي- ويتوقع أن تشمل أكثر من عشرة مرشحين يتصدرهم المدافع الشرس عن بريكست بوريس جونسون.

وقد يؤدي ذلك إلى مغادرة بريطانيا التي أجلت موعد بريكست مرتين، التكتل في 31 تشرين الأول من دون اتفاق، وفقا للمهلة الجديدة التي تم الاتفاق عليها مع بروكسيل الشهر الماضي.

وفي تعليقه على إعلان استقالة ماي، قال وزير الخارجية السابق في تغريدة: "شكرا لخدماتك الدؤوبة التي قدمتها الى بلادنا والى حزب المحافظين. لقد آن الاوان لمتابعة ما كنت تطالبين به: الوقوف معا وانجاز بريكست".

ولطالما أكد جونسون أن على بريطانيا ألا تقلق من إتمام بريكست من دون اتفاق.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم