السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

نيسان كارلوس غصن

سمير عطاالله
Bookmark
نيسان كارلوس غصن
نيسان كارلوس غصن
A+ A-
تزامنت نشأتنا في الصحافة مع قيام عالم جديد يسود فيه المنطق ويقترب المجانين السابقون من أحكام العقل وبداهة الطبائع، ففي ألمانيا الغربية تولّى العمل السياسي أستاذ مدرسة سابق في التاسعة والستين من العمر يدعى كونراد أديناور، راح يقيم الألمان من الكابوس النازي. وفي اليابان، أُنزل الإمبراطور من الشمس إلى غرفة الجلوس وطاقات البشر. وفي إفريقيا وآسيا، راح الاستعمار يجرجر عبوديته خلفه ويمضي عائداً إلى دياره البيضاء. وكان من حسن حظ العاملين في الصحافة آنذاك أن يتابعوا تبدلاً مبهجاً، حلّ فيه شارل ديغول محل هنري بيتان، وأديناور محل هتلر، ونِهرو محل الوَصي البريطاني، وخروشوف محل ستالين.في هذا المتغَيّر العظيم، كانت اليابان أكثر الظواهر إدهاشاً. القساة والأفظاظ الذين احتلّوا جزءاً من الصين وكوريا واندفعوا نحو بقية آسيا الشرقية، رموا خلفهم صناعة السلاح وهمجية الحرب، ودخلوا إلى المصانع ينسخون ما لا يستطيعون ابتكاره، ويحققون أحلام ما قبل الحرب في إقامة إمبراطورية اقتصادية. وسرعان ما تحققت المعجزة واحتلّت اليابان المرتبة الثالثة عالمياً، فيما احتل الألمان المرتبة الثانية، وتمنّعت كلّ منهما عن صناعة السلاح ودخول العصر النووي. وفيما كانت الصناعات اليابانية تبدو مضحكة في بداية الأمر، أخذت تسيطر على الصناعات الأميركية في داخل الولايات المتحدة، وتجاوزت أوروبا بأشواط كثيرة. وتوزّع الباعة اليابانيون حول العالم ينحنون ويبتسمون ويملأون البيوت حول الكوكب بالسيارات والتلفزيونات وتجهيزات المطابخ. غير أن المنافسة، شرعة المتنافسين. وهكذا تعرّضت الصناعة اليابانية لهزّات كبرى طاولت في صورة خاصة السيارات. وفي هذا الوقت كان يظهر على المستوى العالمي ساحر يدعى كارلوس غصن. وكما أنقذ جاك نصر،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم