الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

سلامة الطفل في ثلاث قصص باللغة العربية

المصدر: الشارقة- "النهار"
رين بوموسى
رين بوموسى
سلامة الطفل في ثلاث قصص باللغة العربية
سلامة الطفل في ثلاث قصص باللغة العربية
A+ A-

"كان يا ما كان في قديم الزمان"... بهذه العبارة غالباً ما كانت تبدأ القصص الخاصة بالأطفال. إلا أن طريقة التوجّه إلى الأطفال من خلال الكتب اختلفت في هذا العصر، ولا سيما في اللغة العربية. طبعاً، لجذب هذا القارئ الصغير يجب أن تكون عناصر الكتاب من الرسوم إلى الإخراج وصولاً إلى المحتوى، جاذبة. فكيف إذا كان المحتوى توعويّاً؟. ثلاث كاتبات اجتمعن مع إدارة سلامة الأطفال في الشارقة وكتبن 3 قصص توعوية: "سباق الصباح" للكاتبة الإماراتية ريم القرق، و"نزهة في السوق" للكاتبة الفلسطينية صباح ديبي، و"مسعود البطل" للكاتبة اللبنانية سحر نجا محفوظ.

تحدثت الكاتبة الإماراتية ريم القرق عن أهمية كتابة القصص التوعوية، "توصيل الفكرة للطفل في هذا الزمن يأخذ أكثر من وجه واحد، من هذه الأوجه القراءة. فجميل عندما تندمج القصة المشوّقة التي في الوقت عينه تحمل هدفاً توعوياً".

تشرح أن القصة التي كتبتها بالتعاون مع إدارة سلامة الطفل احتاجت نحو سنتين ونصف السنة كي تنتهي، لافتةً إلى أنها تحمل في طيّاتها رسائل عدة عن التأني والسلامة، وأهمية ربط حزام الأمان، وضرورة الالتزام بالإشارات المرورية، وتنظيم الوقت.

وذكرت في حديثها لـ "النهار" أنها عند الانتهاء من كتابة أي قصة تقرأها للأطفال من حولها كي تكتشف نقاط قوّتها وضعفها. وتتذكّر كيف بدأت بالكتابة، عندما أرادت أن تقدّم لابنتها في عيد ميلادها الأول هدية مميزة، "بحثتُ كثيراً عن قصص تتحدّث عن دولة الإمارات، عن الفواكه الموجودة والخضر من دون نتيجة. فشعرتُ أنه يجب أن أبتكر محتوى يسدّ هذه الحاجة"، وبعد دراسة معمقة بدأت بكتابة قصص للأطفال.

أما الكاتبة الفلسطينية صباح ديبي فتقول إنه عند الكتابة للطفل يجب الارتقاء إلى مستواه، لافتةً إلى الصعوبة التي تواجهها خلال إيجاد الفكرة التي ستنطلق منها في الكتابة. وأشارت إلى أنها تحاول صياغة النص بلغة سهلة بسيطة وممتعة بهدف حضّهم على حبّ اللغة العربية التي يعتبرونها من اللغات الصعبة. وشدّدت على ضرورة أن يشعر الطفل أن لغته لغة متطورة جذّابة قيِّمة يستطيع الاعتماد عليها ويفتخر بها، وأكدت على ضرورة تشجيع الأهل لتأسيس أولادهم باللغة العربية.

"سلامة الأطفال مهمة جداً لا سيما فكرياً كما جسدياً"، تشرح وتضيف أن "الطفل يولد حرّاً مبدعاً، لكننا للأسف نحن من نضع له الحدود والحواجز"، لافتةً إلى أنه من خلال القصص التي كتبناها في إطار حملة إدارة سلامة الطفل "نحاول أن ننشئ جيلاً واعياً مثقفاً يستطيع أن يواجه أي أمر قد يؤثّر عليه".

تكشف ديبي لـ "النهار" عن حبّها للكتابة للأطفال الذين تراوح أعمارهم ما بين 4 و 7 سنوات، لافتة إلى أنها من أصعب مراحل الكتابة. وتشرح أنها من صغرها تعشق القصص والحكايات، "كنت أنتظر جدتي كي تقصّ لي الحكايات، من بعد وفاتها شعرت بفراغ كبير، حاولت أن أسدّ هذا الفراغ"، فأصبحتْ كاتبة مختصة في كتب الأطفال.


اما الكاتبة اللبنانية سحر نجا محفوظ، فتشرح عن صعوبة تضمين رسالة توعوية ضمن قصة، لافتةً إلى أنه عندما يُترك الكاتب على خياله يكون الأمر أسهل والحرية أكبر، إلا أن التحدي جميل في تضمين الرسالة التوعوية ضمن قصة، "نحاول إيجاد فكرة تصل إلى الطفل من دون أن تكون بشكل مباشر تعليمية وتوجيهية، وفي الوقت عينه نضع فيها النقاط التي نودّ التركيز عليها ضمن الحملة من خلال قصة ترفيهية". ولفتت في حديث مع "النهار" إلى أن خلال كتاباتها نادراً ما تنطلق من رسالة توعوية، "أحاول في كتاباتي أن يشعر الطفل أن هذه القصة كُتبت خصيصاً له، تشبهه، تتكلّم معه وبلسانه في آن".

مديرة إدارة سلامة الطفل في الشارقة هنادي صالح اليافعي، تحدّثت عن الإدارة التي بدأت في العام 2011 كحملة تتحوّل فيما بعد إدارة رسمية، لافتةً إلى أن هذه الإدارة تحمل في جعبتها مسؤولية اجتماعية، إذ إن "سلامة الطفل تبدأ من لحظاته الأولى كجنين حتى عمر الـ18 سنة في ما يتعلّق بسلامته الغذائية، الجسدية، الالكترونية، النفسية..."، وأشارت إلى أن لكل فئة عمرية وسيلة توعية تبدأ من الكتاب، الألعاب، القصص، حتى السينما، بهدف أن تصل المعلومة التوجيهية التوعوية.

وفي ما يتعلّق بالتعاون مع الكاتبات الثلاث، تشرح لـ"النهار" في خلال المشاركة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، أنه تم إطلاق 3 قصص تتعلّق بالسلامة العامة للطفل، كل قصة لها موضوع معين، وهذه القصص توزع مجاناً بهدف نشر التوعية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم