الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

المجتمع اللبناني يَتَعَلْمَن: لا يخدعنّكم المشهد الطائفي

الأب صلاح أبوجوده اليسوعي
Bookmark
المجتمع اللبناني يَتَعَلْمَن: لا يخدعنّكم المشهد الطائفي
المجتمع اللبناني يَتَعَلْمَن: لا يخدعنّكم المشهد الطائفي
A+ A-
"عندما تُبتر حريّةُ الإنسان، تلك الحريّة التي خلقها الله والمتّصلة به، فما يُبتر في الواقع هو ما يُعلن اللهُ به عن نفسه بطريقةٍ غير مباشرة". (كارل ياسبرس)يُبيِّن قمعُ إثارة موضوع الزواج المدنيّ الاختياريّ، قمعٌ يتكرّر المرّة تلو المرّة في المجتمع اللبنانيّ من دون أيّ نقاشٍ جديّ، أحدَ أقسى المآزق التي يعيشها الفكر الدينيّ الرسميّ، بل وأحد أوجه بؤسه. فمواقف العديد من المرجعيّات الدينيّة الفوريّة والعفويّة من تلك المسألة، تجاوزت موضوع تحديد علاقة الـمُطالب بالزواج المدنيّ بجماعته الإيمانيّة، هل يبقى عضوًا فيها أم لا- أي ما يمثّل وظيفة تلك المرجعيّات الطبيعيّة - لتعتدي على نحوٍ خطير على حريّته: يمنع عليه الزواج المدنيّ! ولكن لتلك المواقف عواقب أخرى. فإنّها تكشف، في آنٍ واحد، عن شدّة أدلجة الدّين، أي تحوّله إلى مجموعة عقائد وأفكار جامدة تدّعي امتلاك الحقيقة المطلقة على الإنسان والمجتمع والعالم؛ وإخضاعه المتزايد للحالة الطائفيّة وأنصارها من السياسيّين، إذ يصبح حضوره الإيديولوجيّ أداة ثمينة يستخدمها هؤلاء في الترويج للطائفيّة بصفتها المدخل الوحيد لفهم لبنان واللبنانيّين؛ إضافة إلى العجز المتنامي في مواكبة تطوّر المجتمع السريع بتأثير من العولمة الحديثة.وفي الواقع، يدلّ تكرار المطالبة بإقرار الزواج المدنيّ على حالة تفرض نفسها بشكل تصاعديّ على المجتمع اللبنانيّ، لا يمكن القضاء عليها ولا رجعة فيها، وهي على صلة وطيدة بروح العصر التي تشدّد على حريّة الإنسان، وبالتحديد حريّة ضميره، وتضع دور الدّين التقليديّ في حياة الإنسان موضع تساؤل. وهذا بحدّ ذاته التحدّي الذي يواجهه الممسكون بتفسير الدّين: هل سيستمرّون في التعامل مع روح العصر من خلال تكرار تلقين تعاليم "أبويّة - سلطويّة" تتجاوزها الشبيبة بخطى ثابتة بالرغم من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم