السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مكتبة في باريس تصبح فسحة تآنس للمهاجرين... آني تساعدهم "في الإجراءات الإدارية"

المصدر: (أ ف ب)
مكتبة في باريس تصبح فسحة تآنس للمهاجرين... آني تساعدهم "في الإجراءات الإدارية"
مكتبة في باريس تصبح فسحة تآنس للمهاجرين... آني تساعدهم "في الإجراءات الإدارية"
A+ A-

تستقطب مكتبة مجمّع العلوم والصناعة في شمال شرق #باريس مهاجرين كثيرين يجدون فيها متنفّسا يخرجهم من واقعهم المرير وفسحة للنقاش واستخدام الانترنت.

ويقول بوبكر: "أصبحت المكتبة مكان لقاء لنا حيث يمكننا التناقش واستخدام المواد والمعدات المتاحة. يأتي إلى هنا أشخاص من غينيا وسوريا وأفغانستان والسودان وباكستان وساحل العاج".

ويأتي هذا الشاب الغيني البالغ 35 عاما إلى المكتبة يوميا منذ ستة أشهر لينخرط مجددا في حياة اجتماعية، ويوضح: "مهاجرون آخرون أخبروني عن هذا المكان". وفي المساء يعود إلى مركز الإيواء في بانتان على تخوم باريس.

ويقول بوبكر الذي فر من بلاده "لأسباب سياسية" والذي وصل قبل عام ونصف العام إلى فرنسا، إنه ينتظر صدور القرار بشأن طلب اللجوء الذي قدمه. ويوضح: "رحلتي استمرت 18 شهرا. عبرت خلالها مالي وبوركينا فاسو والنيجر وليبيا وإيطاليا وفرنسا".

وحوله، يشاهد البعض مقاطع الفيديو على أجهزة الكمبيوتر ويشغل آخرون طاولات، والهواتف في أيديهم موصولة في الشواحن والسماعات في آذانهم، وسط مئات الزوار الآخرين المنشغلين في الاطلاع على الكتب العلمية الموجودة في المكتبة.

ويأتي الباكستاني أفسيدي البالغ 20 عاما إلى المكتبة خصوصا "لتمضية الوقت والافادة من خدمة الانترنت على هاتفه".

وهذا الشاب الذي فر من سطوة حركة طالبان قبل سنتين، تقدم أيضا بطلب لجوء إلا أنه يعيش في خيمة في شارع قرب مجمّع العلوم والصناعة إلى جانب المكان الذي فككت فيه مخيمات عدة للمهاجرين في السنوات الأخيرة.

ووفقا لجمعية "فرنسا أرض اللجوء"، يفترش عدد يراوح ما بين 730 و1370 مهاجرا الشارع في باريس.

وتخشى الجمعيات من إغلاق 7 آلاف و900 مكان إيواء للمهاجرين في أنحاء فرنسا، بما في ذلك 4 آلاف في منطقة باريس وحدها، وفق الأرقام التي أوردتها جمعية التضامن "فيديراسيون دي زاكتور دو لا سوليداريتي".

يمثل المهاجرون نصف الأشخاص الجالسين في القاعة الواسعة بجدرانها الملونة.

لكن هذه الظاهرة لم تعد مفاجئة للمسؤولين عن المكتبات "فمنذ سنتين يأتي كثير من المهاجرين" كما تقول آني شينو التي تعمل لأكثر من ثلاثين عاما في هذه المكتبة.

وتضيف: "يمكن أن يخلق تأثير الحشود شعورا بعدم الأمان خصوصا بين الفتيات... جاءت طالبات للتحدث معي حول هذا الموضوع"، مؤكدة "لكن لم تكن هناك أي مشكلة حقيقية".

وتكيّف موظفو المكتبة في ظل وصول المهاجرين، وتقول آني: "أساعدهم أحيانا في الإجراءات الإدارية".



نظمت المكتبة أيضا ورشا لتعليم المهاجرين اللغة الفرنسية واستخدام أجهزة الكمبيوتر لأغراض مهنية خلال الأسبوع، وعادة ما تكون القاعة خلال الحصص ممتلئة.

بالنسبة إلى المهاجرين، توفر هذه المكتبة الراحة وسبل التواصل الاجتماعي، لكنها لا تخلو من خيبات الأمل: كما هي الحال في العديد من المكتبات، تتكرر السرقات في مكتبة مجمّع العلوم والصناعة.

وتوضح شينو: "بعد كل الأمور التي مروا بها، لا يزال لدى البعض السذاجة لترك هواتفهم بدون مراقبة لبضع دقائق علما أن هذه الأجهزة تعتبر من الوسائل القليلة التي تتيح لهم التواصل مع أسرهم".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم