الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

أبناء العميد

سمير عطاالله
Bookmark
أبناء العميد
أبناء العميد
A+ A-
"أنا واقعي، تزعجني الحقائق"جول ريناركان احياء حزب الكتلة الوطنية حدثاً اجتماعياً. لا سياسياً. مجموعة من النُخب، ذوي النيات الطيبة والسمعة الحسنة، يحاولون تذكير اللبنانيين ببلد لم يعد في الوجود إلا على سبيل الحنين وأغاني شارل أزنافور، Hier encore. لبنان الكتلة الوطنية، انتهى عندما لم يعد على أرضه مكان لريمون اده. ذلك النقي، العصبي، الذي كان موهوماً بأحلام افلاطون. فلما ايقن الى اي درجة هو حالم، نفى نفسه الى الخارج تاركاً خلفه وطناً مكفّناً بسرابه، الحقيقة الوحيدة فيه، الخراب والفوضى وموانىء الهجرة.لم تكن الكتلة الوطنية حزباً بالمعنى المتواطأ عليه في "هذا البلد" كما كان يسميه رشيد كرامي، في حسرة وسخرية. كانت عبارة عن ريمون اده، ومعه ناديه من الشجعان القابلين بشريعة النزاهة واحترام الذات. ومع رجل مثله، يتكهرب من أصغر المخالفات، ويرفض أعلى الاغراءات، صار الحزب اشبه بتلك الطبقة التي عرفتها فرنسا قبيل الثورة. ليس النبلاء بل les notables أي المميزون بنجاحهم الذاتي، لا بما نزل إليهم مع الإرث، أو بما أغدق عليهم في الأنساب والاستنساب.وما كان حزباً شعبياً أيضاً. فمن في بلد مثل لبنان يريد حزباً لا يسمع إلا أن رئيسه مستقيل من الوزارات، معارض للحكومات، ملعلع في وجه السلطة والنفوذ، رافض رئاسة الجمهورية، رافض رضا القوى التي تؤمِّن الوصول إليها، معترض على أميركا، معارض سوريا، مهاجم الاتحاد السوفياتي، غير مهادن للعسكر، متخانق مع الاحزاب المسيحية، هلم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم